مرحبا" فتحى ..وعوده حميده..
أشتقنا كثيرا" لصخب كتابتك ..
بدايه ذى بدء أشكرك لتطرقك لهذه الجزئيه المهمه جدا" بالنسبه لنا كــ جنوبيين نمتاز دائما" بحسن النيه فى التعامل ...
لن اقول أننا ساذجين فى تقدير الأمور ..ومعرفه خفاياها .. بل نحن عاطفيون إلى أبعد مدى .. نأخذ الأمور دائما" بسطحيه مظهرها الخارجى ..
وهى ميزه تحسب لمجتمعنا المدنى والحضارى والذى غرس فينا قيم المحبه والقبول بالأخر ..
دعنى أصدقك القول أنى ومنذو فتره صرت على يقين تام بأن كل من فى الشمال لا يكنون لنا أبدا" أأين من معانى الحب ..
على العكس تماما" .. هناك كراهيه مدفونه ومتجذره منذو زمن باعتبارنا ملحدين وزنادقه وشويه سكارى ..
هكذا نحن فى الصوره العامه للثقافه الشماليه ..مواطنيين من الدرجه الثانيه ..
تكفلت الأيام فى فضح حبهم المزيف ..الحب القائم على أساس المنفعه والمصلحه المرجوه من الجنوب ..
كتب صحفى شمالى ..أن الشمال مستعد للتضحيه بخمس ملايين شمالى دفاعا" عن الوحده ..قائلا" أن أرضهم الفقيره والصغيره مقارنه" بالتعداد السكانى الهائل لن تقيهم شر المجاعات ..بالتالى الجنوب بالنسبه لنا حياه أو موت ..
بكل بلاهه يتحدث عن أخراج خمس ملايين لسحق الجنوبيين .. ويتناسى أن شعبه لا يستطيع الخروج الى الشارع ألا بأذن مسبق من قائده المفدى ..
هذا الشعب الذليل (أسير الشيخ والفندم ) يساق كـ قطيع الأغنام أيام الأعياد الوطنيه مهللا" ومكبرا" بحياه الزعيم ..
قد يكون من السذاجه التعويل على شعب الشمال فى أحداث نقله نوعيه نضاليه على طريق الخلاص من ديكتاتور صنعاء ..
هذا الشعب الذى لم يقدم فى تاريخه شيئا" يستحق التقدير .. بأستثناء مبدءه القديم والشهير ..(فى النهار معاهم ..فى الليل ضدهم )
وحتى كل تلك الثورات التى يدعون أنها قامت كانت فرديه ..
ثوره 48م قام بها ال الوزير بقياده عبدالله الوزير وفشلت
ثوره 56م قام بها الثلايا فى تعز وفشلت لسبب عدم توفر الدعم الشعبى ..
ثوره 61م قام بها ثلاثه من عسكر الأمام وهم ( العلفى - اللقيه والهندوانه ) فى مستشفى بات يعرف اليوم ( بمستشفى العلفى بالحديده )
وأخيرا" أنقلاب الضباط الأحرار عام 62م بمسانده الجيش المصرى ..فأين هو شعب الشمال ..!!؟
سيأتى الى هنا المتشدقون بالوطنيه ..سيقولون كلاما" جميلا" عن الوطنيه ..وعن وحدتهم المغدوره ..
سيلعنون الفساد ..ويرمون النظام بأبشع وأقسى العبارات ..ثم يذهبون للنوم الى جوار نسائهم بروائحهم
الكريهه ..
ثم يستيقظون صباحا" على صدى أصواتهن ( قوم أطلب الله )
طلبه الله فى القاموس الشمالى تعنى الهبر من المال العام وأموال المغلوب على أمره الشعب ..طبعا" المال العام والرشوه لا تدخل ضمن قائمه الحرام حسب المفهوم الشرعى للشمال المهذب بقيم الأسلام ..!!
ماذا عساى أن أقول يا فتحى ..!!
نحن أمام حاله مستعصيه عن العلاج ..فكيف بنا نعول على حراك شمالى موازِ لذاك الحراك الوطنى الحضارى فى الجنوب ..
أنه ضرب من الجنون ..والحقيقه أنى وصلت لقناعه راسخه .. أن الشعب هناك لا يمتلك ذره كرامه ..
فحين يموت أبناءه عطشا" فى صحراء الشقيقه الكبرى ..وتباع بناته فى أسواق النخاسه الصيفيه للعائدين والقادمين من دول الجوار..
حين يتسول الصغير والكبيرمنهم داخل وخارج البلد ... ولا يحرك هذا الشعب ساكنا" ..فأى شعبا" هذا ..!!
الشعب الذى قال فيه الثلايا يرحمه الله (لعن الله شعبا" أردت له الحياه وأراد لى الموت ..)
يا فتحى ..
وحده شعبنا ..شعب الجبارين ..الذى يواجه جبروتهم بصدره العارى ..
هو فقط من يستحق التقدير ..
كن بخير تؤام الروح