بدأت أكتب مقال عن السودان.. فكتبت هذا..
أنا بحاجة إلى ما يشبه الهزة الكهربائية..
والسفر إلى مدينة مليئة بالأحداث، كردفان.. ولودر.. ومدن القاعدة..
أو إلى السودان.. لأعمل فيها كصحفي لفترة.. أخفف عن قلبي وخيالي حباً علق بروحي في أغلب وقتي منذ حوالي 9 أشهر...
ربيت حبها كمن يربي الشبل..
يكبر يومياً وخلال ما يزيد عن 250 يوماً..
اشتد ساعده وأصبح أسداً يقتات مني.. ويشرب من دمي.. ..
يبلع وقتي.. غطى على فكري..
كلما فتحت عيني وفتشتت ذهني لا أرى سواه..
كلما بدأت أكتب كتبت عنها..
وإن لم أكتب عنها.. كتبت عن ألمي منها..
وإن لم أكتب عن ألمي.. قرأت من آلامي السابقة.. وطورتها..
وكلما قلت انتهى.. بدأ للتو مرحلة جديدة من الخيال.. والوساوس ..
كيف لي أن أعيده إلى الطفولة.. العمر لا يرجع إلى الوراء.؟
كيف أتخلص من شيء معلق بصميم القلب.. هل أتخلص من قلبي؟
أصبح لدي إحساساً أن حبها اختلط بدمي.. حيث لم أعد أستطيع السيطرة..
وليس أمامي أي أمل بوصلٍ منها.. لقد استدت جميع الطرق..
حتى السلام قطعته عني.. وودعتني جرحاً نازفاً أقتات سهدي آلامي ودموعي..
يا له من شقاء.. يا له من ألم..
أنا في حربٍ مع دمي؟ ..
هذا الكلام .. ليس أدباً.. إنه الحقيقة..!
"يا حياة اليائس المنفردِ .. يا يباباً ما به من أحدِ
ليت شعري أين منه مهربي.. أين يمضي هاربٌ من دمه"..
سكبت لي سهداً من ذلك الذي تذوقه ابراهيم ناجي وعنترة وقيس .. الخ..
بعثت إلى حزناً مختلفاً ألوانه..
أصبحت أحزاني كالأشجار فعلاً..
هناك تجده قصيدة.. هناك نثراً.. هناك خاطرةً.. هناك من كل شيء.. ..
كل ما أمامي الآن هو:
الحنين اليائس المتضاعف..
والجرح والنازف.. والظمأ الناشف..
قرابة 6 مليار إنسان في العالم.. لا يستطيعون تقديم المساعدة لي بقطرة ماء..
باستثنائها... لكنها لا تفعل.. ولم تفعل.. وليس لدي أي أمل بأنها ستفعل..
"يا حياة اليائس المنفردِ .. يا يباباً ما به من أحدِ
"يا حياة اليائس المنفردِ .. يا يباباً ما به من أحدِ..
يا لها من خطةٍ عمياء لو.. إنني أبصر شيئاً لم أطعها
ولي الويل إذا لبيتها.. ولي الويل إذا لم أتبعها..
أشكو إلى الله قلباً لا قرار له.. قامت قيامته والناس أحياء""
(الإكليل
9/1/2011)