فتوى فقهية للشيخ حامد العلي
السؤال: فضيلة الشيخ هل يجوز تداخل العبادات ، مثلا أنوي بصيام قضاء أيام من رمضان صيام ستة شوال أيضا ، فأعمل عمل واحد بنيتين؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
ثمة ثلاث حالات هنـا :
أحدهما : أن تكون العبادتان اللّتان من جنس واحد ، أحدهـما تابعة لأخرى ، مثل سنة الفجر قبل فريضتها ، فحينئذ لايصح أن نقول بتداخل العبادات هنا بمعنى يعدّد النيات بعبادة واحـدة ، فلا تجزىء فريضة الفجر عن سنة الفجر بأن ينويهما بنيّة واحدة .
الحالة الثانية : أن تكون العبادتان ليس بينهما هذه تبعيّة ، ولكـن مع ذلك كلّ واحدة منهما مقصودة لذاتها ، مثل الأضحية والعقيقة ، ففي هذه الحالة أيضا لاتجزىء إحداهما عن الأخرى ، وهذا مثل قضاء رمضان وصيام ستة أيام من شوّال تطوّعا ، فلايجزىء أن يصوم القضاء بنية صيام ستة شوال ، لأنّ المقصود بصيام ستة شوال أن يتطوع بزيادة على صيام الفرض ، ولهذا جاء الحديث ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ..الحديث رواه مسلم ).
الحالة الثالثة : أن تكون العبادتان اللّتان من جنس واحد ، أحدهما ليست مقصودة لذاتها ، وإنما المقصود أداؤها ولو مندرجة تحت غيرها ، مثل تحية المسـجد ، فالمقصود أنْ لايجلس حتى يصلي أي صلاة كانت ، فيجوز أن ينوي راتبة المفروضة مثلا ويجعلها تحية المسـجد ، المثال الآخر أن يغتسل للجنابة قبل صلاة الجمعة ، فيجزئ إن ينوي بها أيضا غسل الجمعة ، لأنّ المقصود أن يكون نظيفا في ذلك المجمع ، فاندرج هذا تحت غسل الجنابة ، ومثال ثالث صلاة الإستخارة ، فالمقصود أن تكون الإستخارة بعد تطوّع بصلاة ، فيجزئه أيّ صلاة يتطوع بها ، وقد يقال هنا أن سنـّة الوضوء أيضا يقصد بها أن يأتي بأيّ تطوّع بعد وضوءه ، وبهذا يعرف أنّه يمكن فعل عدة عبادات بنيّة واحدة ، فيصح أن ينوي بصلاة ركعتين : تحية المسجد ، وراتبة فريضة ، وسنـّة الوضوء ، وصلاة الإستخارة ، وهذا مثال للتوضيـح .
وبهذا التقسيـم يُعرف ضابـط هذا الباب
والله أعلم
رد: فتوى فقهية للشيخ حامد العلي
Quote:
Originally Posted by
صنعاني فرص
السؤال: فضيلة الشيخ هل يجوز تداخل العبادات ، مثلا أنوي بصيام قضاء أيام من رمضان صيام ستة شوال أيضا ، فأعمل عمل واحد بنيتين؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
ثمة ثلاث حالات هنـا :
أحدهما : أن تكون العبادتان اللّتان من جنس واحد ، أحدهـما تابعة لأخرى ، مثل سنة الفجر قبل فريضتها ، فحينئذ لايصح أن نقول بتداخل العبادات هنا بمعنى يعدّد النيات بعبادة واحـدة ، فلا تجزىء فريضة الفجر عن سنة الفجر بأن ينويهما بنيّة واحدة .
الحالة الثانية : أن تكون العبادتان ليس بينهما هذه تبعيّة ، ولكـن مع ذلك كلّ واحدة منهما مقصودة لذاتها ، مثل الأضحية والعقيقة ، ففي هذه الحالة أيضا لاتجزىء إحداهما عن الأخرى ، وهذا مثل قضاء رمضان وصيام ستة أيام من شوّال تطوّعا ، فلايجزىء أن يصوم القضاء بنية صيام ستة شوال ، لأنّ المقصود بصيام ستة شوال أن يتطوع بزيادة على صيام الفرض ، ولهذا جاء الحديث ( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ..الحديث رواه مسلم ).
الحالة الثالثة : أن تكون العبادتان اللّتان من جنس واحد ، أحدهما ليست مقصودة لذاتها ، وإنما المقصود أداؤها ولو مندرجة تحت غيرها ، مثل تحية المسـجد ، فالمقصود أنْ لايجلس حتى يصلي أي صلاة كانت ، فيجوز أن ينوي راتبة المفروضة مثلا ويجعلها تحية المسـجد ، المثال الآخر أن يغتسل للجنابة قبل صلاة الجمعة ، فيجزئ إن ينوي بها أيضا غسل الجمعة ، لأنّ المقصود أن يكون نظيفا في ذلك المجمع ، فاندرج هذا تحت غسل الجنابة ، ومثال ثالث صلاة الإستخارة ، فالمقصود أن تكون الإستخارة بعد تطوّع بصلاة ، فيجزئه أيّ صلاة يتطوع بها ، وقد يقال هنا أن سنـّة الوضوء أيضا يقصد بها أن يأتي بأيّ تطوّع بعد وضوءه ، وبهذا يعرف أنّه يمكن فعل عدة عبادات بنيّة واحدة ، فيصح أن ينوي بصلاة ركعتين : تحية المسجد ، وراتبة فريضة ، وسنـّة الوضوء ، وصلاة الإستخارة ، وهذا مثال للتوضيـح .
وبهذا التقسيـم يُعرف ضابـط هذا الباب
والله أعلم
لك الشكر الجزيل على نشر هذه الفتوى المهمة
التي يحتاجها المسلمون
ويُسأل عنها كثيرا
وقد سُئلت كثيرا عنها وإجابتي مطابقة لهذه الفتوى
جزاك الله خيرا
على اهتمامك
في التوعية ونشر العلم
رد: فتوى فقهية للشيخ حامد العلي
باركـ اللــه فيــكـ اخي الفاضــل..
وججعلــه في ميزان حسناتــكـ..
الــف شكــر لــكـ..
ننتظر جديدكـ
رد: فتوى فقهية للشيخ حامد العلي
شكرا لك أخ صنعاني
والف شكر لشيخنا رضوان حمدان بما تكرم برده ..وتوكيده لما نشرت
جعل الله مبغاك ..في ميزان حسناتك أيها النبيل