حوار الحب بين آدم وحواء ....!!!!
حوار الحب بين آدم وحواء ...!!!
................................
طرقتُ الباب وكانت أول من تكحل بها ناظري
ابتسمت ...
ويا لها من ابتسامةٍ أسرت مشاعري ووجداني
تساءلتُ لمن هذه الإبتسامة ؟
فردت علي نظراتها :-
لمن انتظرته طويلاً
لمن أظلني بدفىء مشاعره
لمن سكن قلبي
واجتاح فكري
وخدّر همسي
قلت :- والقلب يزداد خفقاناً
إن كنت تتلاعبين بمشاعري
فالفظيني من عالمكِ
وامسحيني من ابتسامتكِ
واصلبيني على مرأى كل البشر
فأنا لست بأول شهيدٍ للحب
ولن أكون آخر من يموت على يد محبوبته
أجابتني عيناها يا لك من مغرور
تنتظر منّي أن أبوح لكَ بأهدابي
وأن أنقشكَ على محيط حديثي
إذاً فلتقرأ أسطر الشوق من أهدابي
ولتدرك أنكَ هيامي وعشقي
وحبّي وأصايل حنيني
لتدرك أنكَ دائي ودوائي
وترياق صبّي
أجبتها ها أنذا أمام عينيكِ
فامنحيني من صفوكِ ... ومن دلالكِ
من ثورة عشقكِ
من وحي خيالكِ
من طهارة روحكِ
من حرارة أحاسيسكِ
إمنحيني كل ما لديك
علّني أرتوي
وأطفئي نيران حبي
فأنا كنت ولم أزل أهواك
أعيش على ذكراك
يا طهر الروح
يا ملاكي
ضميني بحرير يداك
مثلما ضمّني سحر عيناك
قالت ضممتكَ بين الجوانح من فؤادي
وتخلّيت من أجلكِ عن عنادي
أعيش في عالمٍ أخر
ليس فيه إلا أنا وانت
وهذا الشوق الكامن ....
يتلفظ بمعانيه إليكْ
حبيبي وعمري وحياتي
يا أجمل ذكرياتي
من غيركِ أشعر بالبرد يطوّقني
فارحمني وخذني بأحضانكَ دفيني
قلت :- يا هذا السحر بعينيك
يا هذا الورد بخدّيك
يا نعيمة العود
يا قمري
يا سيدة الخود
يا هذا الخصر المضمور
يا لحن الخلود
دعيني أبحر في عينيك
.........
دعيني أداعب هذا الليل
المتموج على كتفيك
فمن أنا إن لم تكوني لي
وأكون إليك ؟
حرريني من هذا الصمت
وقولي أحبّك
فعيناكِ قد قالتها
.......
وآهاتكِ أشعلتها
وعطركِ استمالها
قالت : حدثتني ...
إلى متى تتجاهلني ؟
إلى متى تهرب مني ؟
إلى متى تحاورني بصمت ؟
يا لغة الصمت تعبت طول الإنتظار
فترفّق بي ولا تجعلني أحتار
فغير اللقاء لا أرتجي
ولن يعوّضني عن حبّك أي خيار
قلت :- هل أبقى واقفاً على بابكِ ؟
أنتظر جوابكِ ؟
أم أكتفي ببوح عينيك
وأذهب ثم أعود إليكْ
ترافقني زغاريد الفرح
وعزف الناي واليرغول
سيدتي بإشارةٍ منك تدق في ديارنا الطبول
وتزهر الأنوار والأفراح تطول
قالت :- أتحبّني يا من اجتحتني ؟
وجعلتني لا أفكّر إلا فيك
يا من أدخلتني دنياكْ
حتّى صرت جزءاً من أراضيك
أتحبني يا من سلّمتك مفاتيح قلبي ؟
وجعلتك جزءاً من مشاعري
أتحبني يامن أفرغت لك جميع دوائري ؟
وحاصرت فكري وخيالي
وملكت سرائري
أتحبّني ؟؟؟؟
قلت :- إسأليني ... واسأليني ... واسأليني
بدّدي حبال الشك في يقيني
إسأليني واقتفي أثر الإجابة
في حروف كلماتي ، وأسطر دواويني
إسأليني وابعدي عني العتب
يا بعد عمري أنتي
إسمك صار بين الجوانح في فؤادي
منقوشٌ بحروفٍ من ذهب
وهذا العمر الخريفي لم أخفيه عنك
أربعون عاماً ضمت أيام التعب
حطّي النقاط على الحروق
وهاوديني وحرريني
من ضياعٍ يعتريني
يا بعد عمري أنتي
صوتك الشاغي يناغيني
إسأليني .. واسأليني .. واسأليني
يا بعد روحي أنتي
راحتي عندك وراحتك عندي
عاهديني لا يفرّق شملنا غير واحدٍ أحد
قالت :- لأنك حبيبي
سأصفح عن كل ما مضى
سأنسى غيابك وهجرك
وأعيش أجمل لحظات الغرام والجوى
لأنّك حبيبي سأطير إلى السماء
وأقتفي أثر النجوم
وأنتزع من الأفق شهاباً
وأصافح به يديك
لأنّك حبيبي
سأهجر الدنيا ومن فيها
وأرحل إلى عالمك
وأكون لك مثل ظلّك وخيالك
لأنّك حبيبي
سأعلن للملأ أني أحبّك
وأواصل حياتي لأجلك
أبدّل تضاريس الكون
وأجعلها فصلان
ربيعا وشتاء
وأجعل حياتنا كلها هناءا بهناء
فلا مكان للخريف بعد اليوم
والصيف قاسٍ
خالٍ من النسمات
يا عمري الماضي
والحاضر والآت
قلت :- لا وقت لدينا نضيّعه
كفانا ما ضاع من عمرنا
مشوار الحب لا بدّ أن نكمّله
والنهاية لا تكون جميلة
إلا بلقائنا
لن أسمح لأحد بعد اليوم
أن يفرّقنا
سأرحل أنا وأنت إلى عالم
ليس فيه إلا أنت وأنا
هيّا حبيبتي
فقد رحل زمن الأساطير
ولم يبقى لنا منه
إلا أن نهنأ بحبّنا
قالت :- هي رسالة أكتبها
ثم أطويها
علك تفهم معانيها
سأجعلها ضمن أشيائي
حتى تذبل
أو تأتي أنت وترويها
رسالة كلماتها ليست كالكلمات
فيها كتبت أرق وأعذب الهمسات
يا حبّي الماضي والحاضر والآت
صحيح أنها كتبت من لا شيء
بوح على ورق
حلم يراودني
يحمل في طيّاته مزيدا من القلق
سراب بنيته من ورق
لكنني في الوقت نفسه
آمل أن لا نصل إلى المفترق
آمل أن تأتي لتحييه
كي يبزغ نوره ويأتلق
فأنا أحلم بكوخ يجمعني في جدائل عالمك
تكلله حديقة من الورود
نرويها بالمحبة والشوق لا بالعهود
تشاهد ألوانها في عيوني على حقيقتها
وتعود لترى قسمات وجهك من جديد فيها
فهي لم تعتد إلا على نظراتك
ولم تُعرف إلا بوجودك
تتلمس منك أن تمسك يدي
.......
وتستوعب همسات قلبي
حين تبوح بحبها لك
فلما لا أكون أميرة خيالك
ومليكة حّبك ؟
فأنا لا أريد أن أستيقظ من هذا الحلم الجميل
لا أريد أن يكون حبّنا محض أقاويل
فمشاعرنا حبيبي لا تحتاج لتعليل
مشاعرنا نبض في القلب
عمره طويل
قلت :- أأنساك يا عمري
سيدتي على ذاك لست أقدر
غاليتي ونظرات عيوني
هواك في الأحشاء عمّر
اسمع مناجاتك
أذوب بنشوتي واسكر
أحاول أن أحضن ظلام الليل
أجد نفسي على ضم الليل تسهر
وكيف احضن ظلام الليل ؟
وأنا بأحضاني أتدّثر ؟
وفي عيني يا بعد عمري
جدائل شعرك الأشقر
أتساءل الشّهد مذاقه كيف يكون ؟
أراجع نفسي واتذكّر
.......
.......
عاد آدم من جديد
عاد مسلوب الإرادة
فبعد اتهام حواء له
اختل توازن قلمه
رعشة أصابت أصابعة
تعجب ، تساءل ، تخطى كل الحدود
ولملم نفسه من جديد
وأبى إلا أن يتابع
فهو لم يعتد أن يكون تابع
عاشقٌ أنا
لكنني لشعر الخيال مبدع وصانع
عاشقٌ أنا
ولهفة العشق عندي علمتني
الصدق في كتاباتي
سيدتي لست أراوغ
فلغة العاشق الولهان لغتي
ألوّنها بمشاعري البسيطة العاديّة
لا أتلون حسب الأهواء
ولا تجرفني التيّارات الهامشيّة
والغير هامشيّة
لغة العشق لغتي
أستمدها من وحي صميمي
وأرويها من مداد القلب
فهل في ذلك خروج عن المألوف ؟
جعلت من حواء أسطورة تاريخيّة
طوّعت من أجلها الحروف الأبجديّة
جعلتها موناليزا هذا العصر الهمجي
وبعد كل هذا تتعالى عليّا
فرحماك بي يا ماهرة
قطعت شوطا في التمادي
وعدت لي مزمجرة
القلب فينا واحد
ينمو بصدق مشاعره
والحرف فيه توافق
فلا تكوني مكابرة
ضمي عيونك للسما
صلي لربك شاكرة
أنا وأنت توأم
فينا المشاعر ثائرة
وعاد أدم
عاد بعد أن ردت له حواء الروح
وانتشلت من أصابعه الرعشة
وأجبرته أن يبوح
حاولت أن توصد أمامه الأبواب
أن تجعل المشاعر الجميلة خيالاً وسراب
فبنت في أفق المودّة سحاباً فوق سحاب
وقبل أن ينهمر الغيث
طوّقته بأسوار الضباب
لكنّها عادت
لتقول مسموحٌ لك أن تتابع
أن توقظ مشاعري المدفونة
.......
أن تجعلني طفلة بين يديك
أن تمحو ملامح امرأة أيقظتها صراعات الحياة
أن تفتح أبواب الحب
وتشقّ في أعماقي ألف شارع وشارع
يحق لك أن تتابع
أن تجعلني أميرة قلبك
وتنقش حروف اسمي على جدرانه
لا فرق عندي لو نقشته
بخيوط من الشمس .... أو بماء الذّهب
بنور القمر .....أو بمداد القلب
لا فرق عندي ... لا فرق عندي
فأنا واثقة بجنون حبّي وجاذبيّتي عليك
تماما كما أنت شامخ في بؤرة أراضي قلبي
قل ما تشاء عنّي ...
قل أنّ اعترافي خضوع
قل أنّ حبي لك مسموع
فأنا متيقّنة أنّك ستوصل حبّنا بر الأمان
وأنّك ستشعل له الأنوار والشموع
وأنّك ستجعله يدوم ولا يضوع
ربّما أنا عاشقة صغيرة
فأيّ الرجال أنت !!!
قلت :- أنا من أفرد شراعيه
وامتطى الريح
واخترق أسوار الحب
أنا رجل شرقيّ بسيط
لا تلفته امرأة سافرة
تنهش أحلام الجوى من كل صوب
عاشق أنا انتظرتك طويلا
حتّى مال ركن الهوى
وتكسّرت أغصان الشباب
حتّى أتيت وانتشلتيه من تعابير الضباب
ولملمت أسئلته بلطفك والجواب
مغترب أنا في دنيا الهوى
كنت ظمآناً أفتش عن شراب
إلى أن أتيتي من خلف أبواب السّعد
فتلاشى ظمأي وجرحَ الشوق طاب
تبّا لدنيا العشّاق إن لم يتبّلها العذاب
عاشقٌ أنا لكنّني أجني حظوظي من ضوء القمر
من نجمة السّعد من نقش الخضاب
قالت : بعودتك زادت لهفتي
وأطلقت العنان لخيالي وذاكرتي
لأكون معك
لن أتأخر عليك
كلّما طلبتني ستجدني أمامك
أحاورك … أرافقك …أباريك
أكون لك ظلّك وخيالك
أريد أن أكون هواك الذي تتنفّسه
أن أدخل إلى أعماقك
وأشغل جل تفكيرك
لا أريد أن يشاركني به أحد
قل ما شئت عنّي
قل أنني أنانيّة
قل أنني دكتاتوريّة
لا ضير في ذلك
طالما أنّ حبك ملك قلبي
لا أريد أن أخسرك
بعدما استردّدت قلبك
نعم أريدك
أريد أن تأخذني إلى عالمك
لم يعد لدينا وقت نضيّعه
لم يعد لدينا وقت نهدره
كفانا لوما وعتابا
كفانا لوعة واغترابا
باستطاعتنا أن نفتح صفحة جديدة
أن نعيش لحظات الغرام
أن نجعل أيّامنا كلها سعيدة
انتظرتك حتّى ملّ الانتظار منّي
وصبرت على بعدك
حتّى اشتكى الصبر منّي
يا من ملكت عواطفي
وخواطري والقصيدة
أمنيتي أن أعيش أيامي المتبقّية بقربك
أن أكحل ناظري برؤياك
أن أهزم كلّ الظروف العنيدة
أن أشعر بدفئك وحنانك
أن أقتل هذا البرد في قلبي ووريده
سيّد حرفي أنت
معك عشت هذا البوح الجميل
هي خاطرة كتبتها من وحي الخيال
كانت جوفاء صامتة
تحمل هموم قلب بات عليل
إلى أن أتيت وحركت المشاعر لدي
يا من ملكت روحي وعقلي وناظري
بدأت أنا بالخاطرة
وأنت وحدك من سينهي المحاورة
أنتظرك سيّدي
لك صفحتي عبّر بها .. واهمس لنبضاتها
وتأكّد قلمي سيرافق قلمك
وسيبحث عنك
حتى لو أصررت على الرحيل
قلت : أتراني أوقف قافلة الشوق وأرحل
أم أتجمّل بالصبر
مسافات تفرقنا
وعيون تحسدنا
لكنّي أؤمن أنّي فارس أحلامك
أأغالي في هذا !!!
أجيبيني أأغالي !!!
أحببتك… أحببتك …أحببتك
وحدّثني قلبي عن هذا الحب
عن مدن لا تبقى فوق الشط
لا يحضنها مد أو جزر
ويمتهن الليل نهارا
وتتحرّك أشواقي مرارا
وهذا الحبّ المتنامي في أعماقي
لا يحفل إلا بمحصّلة النصر
هذه مشاعري سيّدتي ترصدني
تحرّكني نحوك بالأمر
وهذا القلب المتعب لا أستبقيه
خذيه فقد ذهب إليك بلا عذر
صدقاً أتباهى بهذا الحب
لكنّي يا سيّدتي لا أغترّ
أواصل معركتي والصبر
وأخفي بين ضلوعي
حباً أبديّا
حباً أزليّا
فهل يمكن أن يتلاشى
هذا الإحساس أو يفتر ؟
لا … لا يمكن أبدا
حبّنا نقيّ طاهر
لا تهزمه عراقيل الدنيا
لن تكبو مشاعر صادقة
أو تتعثّر
حبّنا يا سيّدتي تغلغل في الأعماق
فلن يخسر
أحببتك في الماضي والحاضر
وغدا سأحبّك أكثر
************************************
