محلات الخياطة بعدن تهجر أعمالها وتتجه صوب أعلام الجنوب

وسط بلدة الشيخ عثمان إلى الشمال من مركز المدينة القديمة بعدن يقف محمد الدبعي وهو رجل في العقد في الخامس من عمره أمام محله الصغير لخياطة الملابس وبالقرب منه تتدلى لافتة صغيرة كتب عليها " هنا تباع أعلام الجنوب بكافة المقاسات ".

خلال الأشهر الماضية راجت أعمال خياطة أعلام الدولة الجنوبية التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل العام 1990 وباتت أعمال الخياطة هذه هي الأكثر ازدهارا .

على طول شوارع عتيقة وحديثه في عموم مديريات مدينة عدن لايخلو منزل من علم جنوبي يرتفع على واجهته وهذا منذ العام 2011 .

خلال السنوات الماضية كانت الحكومة اليمنية تعتقل كل من تضبطه وبحوزته علم جنوبي وقضى كثيرون أشهر في السجون على خلفية اتهامات كهذه لكن الأمر تغير اليوم باتت الأعلام تغطي الشوارع والمنازل وتحول الأمر إلى تجارة مربحة لمالكي محال الخياطة في المدينة .

يقول الدبعي لـ"عدن الغد" :" بتنا نبيع وبكثرة مثل هذه الأعلام والأمر يشبه إلى حد كبير ماحدث في العام 1990 حينما بعنا الآلاف من أعلام الوحدة اليمنية .

يتذكر "الدبعي" انه وفي العام 1990 باع ومن داخل محله الصغير بالشيخ عثمان باع الآلاف من الأعلام الخاصة بالجمهورية اليمنية بعد الإعلان عن الوحدة اليمنية .

يتكئ الرجل العجوز على كرسي خشبي متهالك ويرتشف الشاي فيما كانت السماء على وشك المغيب وسط أجواء حارة ويضيف :" نفس الناس التي اشترت علم الوحدة هي نفس الناس التي تشتري علم الجنوب اليوم وربما أكثر من ذلك .

تمضي سيارات عصر الثلاثاء 21 مايو على طول خط واصل بين مديريتي المنصورة وخور مكسر بعدن .

الجميع يتوجه صوب ساحة العروض بخور مكسر والكل يرفع أعلام متنوعة لعلم دولة الجنوب .

تختلف أشكال وأنوع الأعلام التي تصنعها محلات الخياطة في عدن وتتفاوت قيمتها المالية هنالك أعلام تباع بالف ريال وأخرى تباع مابين 10 الف ريال و20 الف ريال.

على الجانب الأخر تراجعت مبيعات العلم الوطني اليمني بعد سنوات من الاحتجاجات والغضب الشعبي في المدينة لم يعد ممكنا مشاهدة العلم اليمني يرفع إلا على واجهة بعض المؤسسات الحكومية في المدينة ولاتجاهد الحكومة اليمنية في رفع هذه الأعلام بعد فشل محاولات مماثلة قبل أشهر من اليوم .