الحسني : اتفاق المبادئ .. بلا مبادئ !
الحسني : اتفاق المبادئ .. بلا مبادئ !
Tuesday, June 27-
" التغيير" ـ خاص ـ احمد عبد الله الحسني: كما عودنا المناضل الوطني الجسور الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي أن يتخذ القرارات الشجاعة
والصائبة في الأوقات العصيبة فقد جاء قراره بالانسحاب من عملية الترشح للانتخابات الرئاسية في وقته المناسب متسقا ومنسجما مع ما عرف عنه من الوضوح والمواجهة وإشهار الحقيقة للناس .
والأستاذ عبد الله سلام الحكيمي بقراره هذا يسجل موقفا وطنيا صريحا رافضا أساليب التدليس والمراوغة مميزا نفسه عن قيادات أحزاب المشترك التي انتهجت سياسة متواطئة مع الحاكم الظالم ودخلت مع نظام الفساد والإفساد في حلف رخيص ضد أماني وتطلعات الشعب وقواه الحية التواقة إلى التغيير وبناء الغد الجديد الخالي من الاضطهاد والإفقار وسيطرة شريعة الغاب .
والذي يتمعن في قراءة قرار الأستاذ الحكيمي يجد في حيثياته ما ينبىء الامة عن المشروع السياسي القادم الذي تنسج خيوطه السلطة في تحالف وثيق مع قيادات أحزاب المشترك والمتمثل في تهيئة الظروف المناسبة للانتقال باليمن من النظام السياسي الجمهوري إلى نظام ملكي دستوري . وفي الحقيقة ان هذا المشروع ليس جديدا إذ أن النظام الحالي قد دشن تحضيراته لإقامة الملكية الدستورية مباشرة بعد الحرب الظالمة في 1994 ضد الجنوب ويتذكر المتابعون للشأن السياسي اليمني أن السلطة قد أنزلت أولى خططها الهادفة إلى الترويج للفكرة في سبتمبر من ذلك العام ثم تلاها عددا من الإجراءات الأمنية والإعلامية التي تؤسس لنجاح تلك الفكرة وذلك المشروع ., وفي هذا السياق تقرا حركة التصفيات التي شملت رموزا وطنية كثيرة تطلبت الغاية أن يتركوا الساحة حتى يمكن خلق ظروف أفضل لتنفيذ المشروع , كما تأتي سلسلة الإجراءات الدستورية والتشريعية لتصب في نفس الاتجاه كما نفذت سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي هدفت هي الأخرى إلى تركيع وتجويع الشعب وإذلاله , وأخيرا توجت جهود السلطة المتعاظمة بخضوع قيادات أحزاب المشترك لمشيئتها وتوقيع ما سمي اتفاق مبادئ وهو بلا مبادئ كليا ليضع حدا لتطلعات الجماهير وآمالها في التغيير وإنهاء نظام الفساد ويقضي على مشروع التداول السلمي للسلطة ويدمر أية ثقة للجماهير في قيادات العمل السياسي المعارض وصولا إلى خلق حالة من الإحباط الشديد واليأس تؤدي إلى الاستسلام والقبول بما تقرره السلطة بشان مستقبل البلاد والعباد ., وسنسمع قريبا ونقرا في القادم من الأيام تخريجات يتبرع بها بعض المثقفين والأكاديميين والكتاب ليزينوا ذلك المشروع اللئيم والخبيث ويجدوا له المبررات والضرورات .
إن قيادات أحزاب المشترك التي وقعت على تلك الصفقة وهي وان كانت قد حصلت على بعض الأحجار او المكاتب او السيارات من ما هو حقها ولها اصلا وليس منة من النظام ولا هبة من السلطة او حصلت على وعود من الحاكم بان يمنحها بعض المناصب في حكوماته القادمة فان كل تلك الوعود وتلك المكاسب لا تقاس بما قدمته وستقدمه للنظام الحالي مشروعية تؤسس لتحويل اليمن كلها الى ضيعة يمتلكها من لا يملك ولا يستحق ان يملك ولسنا بحاجة للتأكيد هنا أن هذه القيادات الحزبية لا تمتلك الحق في ان تقدم على ما أقدمت عليه ولا تملك الحق بتاتا في أن تقرر مصير الوطن ونظامه السياسي ومستقبل أبناءه .
نحن على ثقة بان في اليمن من القوى الخيرة والوطنية الرافضة لهذه المشاريع الاستسلامية ولهذه السياسات الوضيعة سترفض مثل تلك المشاريع وستعمل بهمة ونشاط لفضح مخططات السلطة لتحويل اليمن الى نظام ملكي دستوري , وستمكن الجماهير من امتلاك حقها في القرار وحقها في السلطة وحقها في ا لمستقبل الذي تريد.
وارى أن إعلان الأستاذ المناضل الوطني الجسور عبد الله سلام الحكيمي قد جاء في الوقت المناسب وهو يطلق صيحة مجلجلة نأمل أن تجد صداها عند القوى الوطنية وعند جماهير الشعب اليمني المقهورة بنظام بوليسي قمعي فاسد وبقيادات أحزاب متواطئة .
رابط المقال
http://www.al-tagheer.com/news/modu...rticle&sid=1669
