لا زلت أصاب بنوبة من الضحك كلما تكلم أحدهم عن تقدم الطب أو وسائل النقل أو التكنولجيا ، ثم إذ به يصب جام غضبه على الأمريكان و ما يفعلوه بنا !!!!
فلولا الأمريكان لما كان هناك كمبيوترات ولا انترنت ، و لا مصباح كهربائي ولا أدوية للسرطان ، ولا جوجل ايرث ولا جي اس ام ولا فياجرا.
.
والحقيقة يبقى تبجح العرب ( و المسلمين لو شئنا) في وجه الأمريكان غريب جدا جدا، فتاريخيا الأمريكان هم أكثر ناس ساعدوا المسلمين في الشيشان و كوسوفو و البوسنة ، و حاولوا إعادة الأمن في الصومال ، و دعموا باكستان الإسلامية في مواجهة الهند ، وحرروا الكويت من الغزو العراقي لها.
.
حتى حجة البعض عن مساعدة الأمريكان لإسرائيل تبدو واهية إذا أخدنا في الحسبان فكرة أن أكبر دولة تتلقى مساعدات عسكرية من أمريكا هي مصر، فهل يتحمل الأمريكان مسؤولية إستخدام السلاح أيضا!!!
بل ويبقى إحتلال العراق أيضا عذر سخيف لمثل هذه الكراهية ، فصدام كان يذبح الشيعة و يقتل الأكراد بالغاز السام وسط أنظار العرب و المسلمين دون أن يحركوا ساكنا ، فهل تصبح مساعدة الشيعة و الأكراد حربا ضد الاسلام والمسلمين، لما لا نقيسها على ما فعل الأمريكان لليابان و المانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
صحيح أن في الأمريكان من هم مجانين يعانون من الاسلامفوبيا و يهددون بحرق القران ، ولكن فيهم أيضا العقلاء الذي سمحوا ببناء مسجد قرب "انقاض" برج التجارة العالمي، ولا يخفى على أحد بأن المساهمة في تقدم البشرية فكريا و علميا و طبيا و تقنيا تبقى من أعمال الأمريكان التي لا ينكرها عاقل.
بالطبع الأمريكان ليسوا ملائكة وهم يسعون وراء مصالحهم فقط ، ولكن تصور أن هناك حرب مقدسة ضد العرب و المسلمين هو تصور خاطىء جدا، هناك مصالح دائمة و فيما عدا ذلك فملة الأخر وجنسه ليست في الحسبان.
فلله در الأمريكان ...ما أطيبهم.