الوحده النفسيــــــــه (واجــــب وطني)
كتمهيد وعبر السنين الماضيه يجد الكثير بل معظم أفراد الشعب اليمني أن الوحده تجلت وهي الحلم الذي كان يراود أطروحاتهم على مر أجيالهم منذ الثوره وحتى ولادتها على الواقع في بداية التسعينات أمراً يحمل لون الخط الأحمر الذي مايلبث عابث المساس به إلا وقد نالته الأسهم من كل جهه كنتيجه طبيعيه لشرخٍ قد يحدث في بطن اليد الواحده التي تحمل عنوان "الجمهوريه اليمنيه"..
التاريخ الماضي والسحيق يثبت بشكل كبير كيف أن اليمن وتركيبه ليس إلا جسداً واحداً لم تكن في يومٍ من الإيام تحمل شارة التقسيم التي كانت عليه من بعد ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. ولم يكن هذا إلا نتيجة للإستعمار الذي فكك كثيراً من الدويلات العربيه بشكلها الحالي بعد أن كانت تغرد في شواطيء الإتحاد الديني والإسلامي .. وهنا اليمن ضمن هذه المنظومه وتحت بساط الإستعمار والإحتلال البريطاني السابق تحت مظلة بريطانيا العظمى تعرضت إلى هذا التقسيم في حين أنا الإمام حينذاك كان محوطاً بالجبال كانت كافيه لتغيير رؤيا بريطانيا لها فلم تطأ أقدام الإنجليز تلك المساحه من الوطن فآلت النتائج الى ماآلت إليه كأحد الأسباب للأوضاع التي تلتها…
المناطقيه هي منابع وأجزاء التركيب المنطقيه لكل دوله على حده على وجه الكره الأرضيه .. وهي موجوده منذ الأزل فكمثال على ذلك هي جزر أندونيسيا ... وولايات أميركا ... ومحافظات فرنسا ... لذلك من الطبيعي أن يكون لك جسد وفرد رياح ميول تجاه المنطقه التي كانت نشأته منها وهنا لاتعني أن الأنفس قد نفضت أيديها عن باقي الوطن بالتسليم أن تلك المحافظه نالت الأحقيه بالإستقلال المباشر والحريه الذاتيه والحكم المنفصل عن الدوله ... مثل هذه النزاعات التي تحمل ميول تاريخيه ليست بعيدة الأمد وإنما نتاج الأحداث في العقود الأخيره وبالتحديد في القرن السابق أستطاع الكثير من دول الغرب إحتوائها وبشكل ديمقراطي يحمل حس الوحده التي تولد القوه والكثره والثقل السياسي في أي منطقه أياً كانت هذه الدوله ... وكمثال على ذلك فقد أعطيت ولاية "كيوبك" الكنديه الحكم الذاتي في محافظتها وهي الولاية الفرنسيه التي كانت تنطوي تحت الإستعمار الفرنسي ... وهي تميل إلى إنشاء دولة مستقله .. ولكن أبا الكنديون إلا وأن تكون نتيجة الصيد هي العصافير كلها بضربة قناص محترف أجاد الإصطياد .. وهو إعطاءها الإستقلاليه في الحكم والقوانين المدرجه ولكن تبقى ولاية كندية ومرجعها الأخير لرئاسة الوزراء ... كذلك أحتوت فرنسا العقبات المناطقيه بين شمالها وجنوبها بعد أن نشأ الحكم الديمقراطي الحديث الذي أذاب مثل هذه التوجهات رويداً رويداً ..
نأتي إلى الجمهوريه اليمنيه الحاليه والتي تحمل قوة الوحده في قبضتها لكن ثمة فيروسات تنخر في هذه اليد حتى تفقد موقعها الإستراتيجي والسياسي من الناحيه الإيديولوجيه ومن الناحيه الأهم وهي السايكولوجيه ...
نحن عندما كنا في عمر الزهور نلهو ونلعب والإصدقاء من حولنا وفي أعمارنا .. نسألهم ببراءه (من أين أنت؟) فيجاوبني بذات العفويه (يمني) .. فأهتف أنا (يعني مثلي) .. وأنا من منطقة "إب" بينما هو من منطقة "شبوة" ... ترعرعرنا على هذا المنطق وأصبحنا ننظر إليها بهذه العين الأوسع والأشمل .. يأتي أقرباؤنا والإجيال السابقه ممن عاصروا تاريخ وحقبة اليمن في تفصيل وتوريد كل شاردة ووارده بمافيها الصراعات البائده والنزاعات التي تولدت على ظهر اليمن لتقصمه وتشل عموده الفقري .. فنتوارث ويتوارث الإجيال هذا الفكر وتبقى الوحده النفسيه حاجزاً كبيراً يأبى وأن يتولد في أضلع وأنفس اليمنيين وهذه حقيقه تحمل بين ثناياه النقطه المؤلمه التي يجب أن ينتصر عليها الشخص لذاته وبنفسه .. كما فعلنا نحن وغيرنا الكثير ..وإذابة الحواجز التي عاثت عليها الدهور ...
علي عبدالله صالح وإن كان قد نجح في ترسيخ الوحده بجانب علي سالم البيض ...لكنهما فشلا في ترسيخهما بين جموع الشعب .. فقد كان الأول يحمل من جنباته الثغره الكبرى في الجانب الإداري من دون وضع اللمسات الصارمه على شيوع الفساد الذي يميل إلى مناطقه والغطرسه والعنجهيه التي تولدت لديهم وهذه الذي دفع جل الشعب بجميع مناطقه السير في هذا المنحى لينطفيء الشعور الوطني وتبقى المصلحه هي العامل المشترك وتخسر الوحده النفسيه .. أما الثاني فقد كان منحى حياته وتاريخه كما يعلم كل فردٍ شرب التاريخ هروبه من المعركه على مقاليد الحكم بما هو أسوأ منه وهي درجة الإنفصال والذي وإن كان يحمل قضية يود إرسالها وتوصيلها لليمنين فقد فشل في طريقة وأسلوب التعامل معها وجعلها حساً على الواقع ... وهنا يهدم الخطط التي كانت سوف تبنى على الأسس القويه ليمن كان سيحمل تاريخاً في المستقبل كأول ديمقراطيه في منطقه اللاديمقراطيه (الشرق الأوسط) .. ويهدم الوحده النفسيه ..
بقي أن نقول أن المسؤوليه هي كل فرد تجاه عائلته وأبنائه في محاولة ترسيخ درجة الوعي والإدراك بما يفيدهم ويفيد الصالح العام بخطط تحمل فكراً للمدى البعيد وللمستقبل القريب سواءً من الجانب التوظيفي والقضاء على البطاله أو في الجانب الأخوي الإنساني الذي يحمله كل جسدٍ وفي ركنٍ من أركانه ...
لكم التحايا المعطره بعبير الزهور