أتسائل دائما" ، أين هى القوى التقدميه اليوم وهى التى اتحفتنا بأفكار الحداثه الثوريه ، ومبادئ الدياليتيك ،
هل أصبحت جزء" من أرشيف الذاكره نجتره لحظه نشوه ،
فى الجنوب كان لقوى اليسار دورا" بارزا" فى أفراغ القبيله من محتواها الكهنوتى ، وعملت على دمجها بالمجتمع المدنى ، الامر الذى جعل من القبيله رديفا" مكملا" لمسيره البناء والتنميه ،
حاليا" وللأسف ما زال اليسار يعيش ويلوك يوميا" أسطوانته المشروخه عن ذكريات الحداثه والتقدم ، مكتفيا" فى الوقت الحالى بالمطالبه بممتلكاته تاركا" شريحه كبيره من اليسارين والتقدميين رهينه احلامهم بأن تشرق شمس اليسار ذات صباح ،
بدءت أشك حاليا" عما إذا ما كان اليسار ما زال يسارا" ، خصوصا" فى ظل البرجماتيه الطاغيه على معظم قيادته ، وتدنى الشعور بجسامه المهام التى يجب عليه تبنيها ،
فحراك الجنوب مثلا" والذى كان للقوى التقدميه اليساريه شرف أطلاق شرارته الأولى عبر تجييش الشارع الجنوبى ، وبعث روح الثوره بين مكوناته وأطيافه المختلفه ،
يواجه خطر" حقيقا" بعد ولوج الإسلام الأصولى عبر شخصيات جهاديه ترتبط بالقبيله وفكرها البدائى بشكل كبير ،
الامر الذى قد يحد من طموحات التقدميين الجنوبيين ، بالأنعتاق من كهنوت القبيله ، وبناء دوله المؤسسات ، وذلك بترسيخ دعائم الفكر التقدمى ، ونبذ الفكر المناطقى والعصبوى ، والإحتكام للنظام والقانون ،
نحن بجاحه اليوم ، وأكثر من أى وقتا" مضى لأقامه المجتمع المدنى ، وهو الامر الذى يحتم على الجميع تقديم المزيد من التضحيات فى سبيل أرساء قيم العداله والحريه والمساواه ،
ومحاربه القوى الرجعيه ، والسعى حثيثا" لعوده الألق الثورى والذى جسده اليسار الوطنى عبر محطاته النضاليه ،والتى ما انفكت تغادر أذهان العامه ،
فلم يعد التغنى بأفكار وأدبيات اليسار ومبادئه الإنسانية وقيمه الاجتماعية ورموزه الأبطال ونضاله ضد الظلم والقهر والاستبداد ذات قيمه فى ظل حاله الخنوع التى يعيشها اليساريون ،
والواجب هو العمل على أعاده احياء الفكر الثورى على نحو يعيد للمقهورين والمتعبين من الناس إيمانهم الكبير بعظمه المشروع اليسارى ، وبما يقلص سطوه الرجعيين والنخب الجهويه ،
أشيد بقوه بكل ما سطرته أناملك هنا ،
فشكرا" لك