تعز الحب
بقلمي / شعر / عمر محمد إسماعيل النهمي (زير المحبة)
مضى زمن على سفري
إلى المجهول والمطلق
صباح رحلت مغترباً
عن الوجه الذي أشرق
صباح حملت أحزاني
وأبحرتُ بلا زورق
أنا الوجه الذي أخفى ... جراحا مالها اسبق
عبرت خرائط الدنيا فتحت فضائها المغلق
فمن منفى إلى منفى ومن قفص إلى أأضيق
***
تعز عدت يا أمي.. وزهر طفولتي أورق
رجعت اجر أشواقا وحلما دونك اخفق
رجعت فهل يعانقني ضياء عيونك الأزرق
أنا القمر الذي كانت يداه تداعب الزنبق
في أعماقي نما طفلٌ تعلم منك أن يعشق
كساه ترابك حتى غدت أثوابه أأنق
****
على ( صبر) هنا يوماً صبيٌ كان يتزحلق
صبي أرهق الدنيا وعاد بقلبه المرهق
أدار الشمس في يده ومن أنوارها استنشق
بجيب قميصه أخفى حقول البن والزنبق
له في كل زاوية على أسوارك( بيرق)<<<(علم)
هنا أحلامه الأولى وذكرى طفولة تعبق
هنا وصغار حارته كطائر نورس حلق
هنا اكتملت ملامحه هنا غنى هنا موسق
هنا في شعرك أخفى رسائله وما نسق
على جدرانك أثرُ .. لطفل كان يتسلق
هنا اكتشفت معاوله كنوز زمانك الأعتق
هنا خطت أصابعه خرابيشاًُ لها.. رونق
خرابيشاً بلا مغزى تخبئ سره الأعمق
هنا احترف الغرام هنا تعلم فن أن يعشق
هويته هنا أتُرى؟! نسى التاريخ ما وثق
سقاها الله أياما بقت في البال لم تعتق
قضى أيامه لعباً أيرجع عمره الأسبق؟!
تعز حبك ما زال في عينيه لم يسرق
فكم لعيونك غنى وفي أنغامه استغرق
وكم من عمره أفنى ومن أيامه انفق
يطوف شوارع الذكرى يرف كطائر اللقلق
يودع داره فجراً .... ويترك أمه تقلق
فمن حي ٍإلى حي ٍ من الحوبان للمفرق
يطارد غيمة الأمطار يمسك نجمك الأزرق
ويخطف شمسك الخضراء من نجماتك يسرق
ويقفز في ضلوع الماء يعبرها ولا يغرق
ويرجع في المساء تعباً
فتحني لصدره المرهق
***
تعز الحب يا وجعي عشقتك قبل أن اخلق
سلام الله أرسله
إلى عينيك يتدفق
أتاني منك مكتوبٌ ودمعك خلفه مرفق
قرأت بسطره عتباً يؤنبُني وقد أشفق
عن الأحوال يطلعني بصوت غزالة تشهق
يقول بأن عفاشا أتاك بفعله الأخرق
تعز الحب لا تبكي
سيأتي وعدك الأصدق
غدا وعلى ضفائرك
وفي أهدابك يشنق
غدا طوفان ثورتنك يجيء إليه من خندق
سيأتي من دم ٍمازال فوق رصيفك ملصق
ومن أحيائك يأتي
ومن ميدانك المحرق
سيطلع من أواني الزهر من ريحانك يعبق
سيهطل من سحائبك ومن شرفاتك يُرشق
يضمد جرحك المفتوح يفتح سجنك المغلق
****
أيا عفاش فلتصغي
( تأكد أنت في مأزق )
غدا يأتيك من تعز ٍباسم الله وعد حق
سيأتي الرد مثل الرعد
في تعز ٍغدا تُحرق
غدا في قبرها ترمى غدا بدخانها تُخنق
وفي سيل الدم الممتد في أسفلتها تغرق
ولن تجديك يا فرعون أشرعة ولا زورق
ولا قيرانك الأحمق
***
أنا التعزي يا عفاش لن يحميك من غضبي سلاح الجو إن أطلق
إنا التعزي يا عفاش
قلبي كوكب اخضر
بحجم الكون بل اكبر
انا التعزي اكتبها
لأخذ العلم لا اكثر
انا الطوفان والبركان والزلزال والاهوال والصرصر
أنا التعزي
من جرحي غدي يخلق
أنا التعزي يا عفاش
.. فلتحذر
فجيش النصر من تعز أتى يثأر
أراك اليوم مذعورا
ولا عجب بأن تذعر
ولا عجب بأن تقلق
أنا التعزي
يا همجي يا تتري يا قمعي
أنا التعزي
يا غجري يا حجري يا رجعي
أنا التعزي اسقي الأرض من عرقي ومن دمعي
ستلقى الحب من شرعي
وتلقى الحِلم من طبعي
أنا التعزي
لست أقول عن نفسي ملاكا طاهرا ونبي
ولكني لأخذ العلم .. مصنوع من الذهبِ
نثرت الشمس مثل الكحل في هدبي
واني رضعت من نهد التراب صبي
وحين كبرت كان أبي
يعلمني دروس الحب والأدبِ
انا التعزي يا عفاش ..تدرك جيدا نسبي
في أعماقي أعاصير من اللهبِ
حذارِ...لا تثر غضبي
أنا إن مسني ظلمٌ أعود برأس مغتصبي
أنا أن مسني ظلمُ
أرد الصاع بالصاعين
سني قصاصها بالعين
أنا التعزي
إنذاري أتى مسبق
دمي سمٌ ولحمي مر فلتلعق
تجرئ مرةً... والعق
ستلقى الموت مصيدةً
وفي فخ الدماء تعلق
أنا التعزي ياعفاش
زف نبا إلى قيران لست أخاف إن ينهق
أنا التعزي يا عفاش
ثرت فأنت في مأزق
تأكد أنت في مأزق
فجند الله في تعز أتوا من رمشها المطبق
تفرقوا فيها كالزئبق
. وقد صاروا مدافعها
. وقد حرسوا جوامعها
تقاسموا خبزهم معها
تمترسوا في شوارعها
يردون الرصاص ولا يرد رصاصهم فيلق
ترقب عودة الأبطال يا سفاح ولتصعق
ترقب ثورة الأطفال تحت نعالهم تسحق
تلقوا درسهم منها ومن تاريخها الأعرق
أشادوا حلمهم فيها وشقوا دربها فانشق
**
تعز قلعة الأحرار
أحقا خلت يا عفاش إن جدارها ينهار
تعز لا تخاف النار ..لا تٌٌحرق
تعز قلعة الأحرار .. يا أحمق
الست ترى مداخلها وقد صارت على أعدائها أأضيق
الست ترى شوارعها إذا مر الجنود خلالها تنشق
الست ترى يد الفلاح بالأغصان تتبندق
الست ترى في باب الحقل راعية تزين شعرها القروي بالريحان والزنبق
تشمر عن سواعدها إذا ما ذئبك الدموي في غزلانها حدق
تعد الخبز للثوار تحشو الكعك بالفستق
تعز قلعة الأحرار يا خفاش
الست ترى حمائمها على الأسوار
قد رفعت متاريسا من الأعشاش
تدافع عن مآذنها...
تواجه طائرات الحرب...
ترجع طلقة الرشاش
تعز قلعة الأحرار
يا عفاش