ما الغريب في لهجتنا اليمنية؟
بحثت طويلاً في الويب عن الغزو الأجنبي للغة العربية، ورأيت أن اللهجة اليمنية قد قاومت ولا تزال على حالها أمام أي محاولة لتغيير ملامحها بشكل كبير.
هذا فخر كبير لنا يامعشر سبأ!
لكنني وفي هذا المقام، أضع تساؤل كبير عن ما اذا كان هنالك بعض التأثر بلغات اخرى، أعتقد ذلك بالفعل. فالوجود التركي في الشمال والاحتلال البريطاني في الجنوب ، ترك آثار عميقة في ذاكرة اللغة، والحق قولاً، في اللهجة اليمنية. ناهيكم عن دور الاعلام العربي والغربي والتقدم التكنلوجي والصناعي والسياحة وغيرها من المجالات التي دفعت بنا الى الامتزاج بحضارات والتعرف على ثقافات بل والتأثر بها....
ولكن أين سنجد تلك المفردات التي عششت في كلامنا اليومي من دون أن يعرف الكثير منا عن أصلها وفصلها؟
بالطبع ليس من الجيل الجديد وحسب، بل وفي أفواه آبائنا وأجدادنا أيضاً، ليس عند المثقفين وحسب، بل عند الأميين أيضاً، في القرية أم في المدينة، عند الراعي الذي بات يقول للمصباح الكهربائي (لايت) من دون أن يتعلم حرف واحد في اللغة الانجليزية.
من عند جدّي الذي طالما قال لي (أخرجي اللحم من الفريزر) وكذبني حينما أخبرته بأنها كلمة انجليزية.... من أفواهنا نحن، عندما نعتقد بأن كلمة (قنديل) عربية، في حين يجزم البعض بأنها اسبانية..... أين الحق؟
أدعوا الجميع وأنا أولكم، إلى التأمل في كلامنا، إلى طرح سؤال عندما تتجلّى لنا كلمة غريبة :من أين جاءت هذه الكلمة؟؟؟
فلنتعود أن نبحث في قواميس اللغة، أن نسأل هذا وذاك، من أين أتت هذه الكلمة؟؟
لاتسمحوا لغريب أن يقيم في دار أحدكم وأنتم تجهلون أصله!
في صنعاء نقول عن شيئ بلا قيمة (طنفسة)، فهل تساءل أحدنا هل هي عربية أم لا؟
التقيت بها صدفة في (القاموس المحيط)، ووجدت لها أثراً، هي الكلمة بذاتها، غير أنه كان لها معنى آخر لم تسعفني إليه ذاكرتي.
قصيدة (صفير البلبل)، ألم تبدو لكم محشوة بكلمات ليس لها وقع عربي فصيح بالرغم من شاعرها الأصمعي العربي الحذق؟هل بحثنا عن تلك المعاني؟
قد أطلت عليكم القيل والقال في مقام لا يسمح بالإطالة.
أدعوا عشاق اللغة العربية بأن يدلوا كل واحد بدلوه عن كل ما يعرفه من مفردات دخيلة على اللهجة اليمنية من عربي أو أعجمي، قديما أو حديثاً مع ذكر لهجته الأم عند بدء المشاركة.
أتمنى الاستفادة للجميع