سلوك الكذب عند الأبناء

سلوك الكذب عند الأبناء قد يشكل أمرًا خطيرًا، وعائقًا لوسائل التربية لدى كل مربٍ، فالابن حين يكذب، ويتصرف تصرفات غريبة، ولا يقبل بأي نصيحة، قد يحتار الآباء في كيفية التعامل معه، وعندما تصل الأمور إلى ذروتها فهنا يلزم استشارة المختصين.
مطبات تربوية لهذا العدد، تشمل مواقف تتحدث عن سلوك الكذب لدى الأبناء وتصرفاتهم الغريبة، ويجيب على تلك المطبات د. كاظم أبل استشاري إرشاد نفسي، ود. مصطفى أبو السعد استشاري نفسي وتربوي .
تصرفات أخي
أخي عمره [12] وهو أتى بعد ثلاث بنات ومشكلته أنه لا يحب النصح ولا يخرج مع أبي أو أصحابه وتصرفاته تصرفات بنات وأيضًا لا يحترم أحد ويكذب ولا يصلي وحاولنا أن ننصحه ولكن لا فائدة والمؤسف أن أبي لا ينصحه ولا يقول له أن هذا صح أو خطأ وإذا شكوناه له قال اتركوه على راحته .
علاج سلوكي
يجيب الدكتور كاظم أبل : لا شك أن مشكلة أخيك تتشعب إلى أجزاء، جزء يتعلق بأسلوب التربية حيث أنه مدلل من الأب، وعلى الرغم من ذلك، أخيك لا يحب والده!! كذكل جانب يتعلق بالمويل العافطية غير الطبيعية وتوجهه نحو البنات [قد يكون لديه ميل نحو الجنس] وجانب آخر يتعلق بالانحراف حيث أنه يكذبك ولا يصلي، والتالي أرشدك إلى عرضه على متخصص في مجال العلاج السلوكي حتى يتم تقويمه ويخضع للجلسات السلوكية العلاجية .
وأجاب الدكتور مصطفى أبو السعد على فنس المشكلة وقال : يظهر من كلامك يا أختي حرصك الكبير على أخيك وسلوكه وهذه ميزة نسأل الله أن يثيبك عليها .. أخوك بلا شك في بداية مرحلة نمو مختلفة عن سابقتها فلذلك يتعين عليكم جميعًا اختيار التعامل الأفضل والأنسب لتوجيهه ومساعدته .. كونه لا يحب النصح فتلك طبيعة بشرية تكاد تعم .. والنصح يعد من الوسائل غير الناجحة في التوجيه لا سيما لفئة الفتيان .. ,النفس البشرية تسأم النصح لا سيما ـ كما هو الحال بالنسبة لأخيك ـ الولد الوحيد بعد ثلاث بنات والأنظار مسلطة عليه وعلى سلوكه بشكل كبير .. وكثرة النصح غير مقبولة تربويًا .. فقد كان الصحابة يصفون رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخول لهم بالموعظة مخافة السآمة .. ومواعظه صلى الله عليه وسلم كانت قصيرة وقليلة ..
حساس !!!
كثرة لاملاحظات داخل الأسرة والتركيز على سلوك الأخ ووصفه بأوصاف معينة والتعامل معه من خلالها لا شك يؤثر فعلاً على أسلوب التعامل معه .. فملاحظتك ـ مثلاً ـ أنه يتصرف مثل البنات وكونه أتى بعد ثلاث بنات يجعلكم تركزون بشكل سلبي على سلوكه وهذا لاتركيز ينتج عنه أسلوبًا غير مقوبل لديه وبالتالي انعدام التواصل بينكم وعدم تقبل النصح منكم .. ,هذا قد يصيبه بنوع من الحساسية من كلامكم وهذه الحساسية قد تتحول إلى عناد ومعارضة ..
7 خطوات علاجية
وذد ذكر الدكتور أبو السعد هذه الخطوات العلاجية :
1 ـ اجتنبي النصح وابتدليه بالحوار العام: ومهم جدًا أن تحرصي في بداية الأمر على الحوارات العامة غير المرتبطة به وبسلوكه .. والهدف من هذه الخطوة كسر الحواجز بينكمم وتهيئة البيئة لانفسية ..
2 ـ اختاري الوقت المناسب للحوار : فلا تبدئيه حوارًا أثناء حالة عصبية أو غضب .. اختاري أوقات الهدوء والراحة والحالة النفسية الهادئة والمزاج السليم لأخيك ..
3 ـ شاركيه بعض الأنشطة : احرصي على أن تشاركينه في بعض الأنشطة والهوايات فهذه خطوة قوية لإحداث نوع من التواصل النفسي بينكما .. لتكون فيما بعد المدخل الرئيس لمساعدته على التغيير الإيجابي المطلوب ..
4 ـ احترميه ليتعلم الاحترام : الفتيان عادة يتعلمون الاحترام وأساليب التعامل مع الآرخين من البيئة الأسرية ولذلك أشبعيه احترامًا يتعلم منك الاحترام .. وعادة الإنسان يتلقى ما يرسل مثل الصدى .. إضافة إلى هذا علمية كيف يحترم الآخرين بكل هدوء، وبالتالي هي أحسن بعيدًأ عن تويجه التهم والتركيز على ذاته ..
5 ـ حدثيه عن قيمة الصلاة: الصلاة عبادة منهج حياة قبل أن تكون سلوكًا وحركات، ولذلك احرصي على الحديث معه عن أهمية الصلاة وقيمتها في حياة الإنسان عمومًا. ثم انتقلي للحديث عن عقيدة المسلم في الصلاة وهذه العملية قد تحتاج لوقت طويل حتى تتم برمجة الصلاة في حياته .
6 ـ افهمي دافع الكذب : للكذب دوافع ذاتية تختلف من شخص لآخر، ولذلك مهم جدًا أن تبذلي جهدًا لمعرفة أسباب الكذب، وبالتال يالعمل على معالجة أصل المشكلة بدل التركيز على عرضها وهو الكذب .. قد يكون دافعه إشباع حاجة الاعتبار والشعور بقيمة الذات داخل الأسرة [القوة] ..
7 ـ كلفيه بمسؤوليات : كونه الأخ الأكبر بعد ثلاث بنات فرصة لتحويل هذا الواقع إلى مسؤولية ترفع معنوياته وتشعره بقيمته داخل الأسرة .. ويمكن تكليفه بموافقة إخواته باعتباره رجلاً ومحرمًا ـ مثلاً ـ أو لحمايتهن .. وكل هذا يوضع بقالب الهدف منه منحه قوة وشعور بالمسؤولية ..
ابنتي تكذب
لدي طفلة في الخامسة من عمرها فقد لاحظت عليها أنها تكذب في بعض الأوقات فمثلاً في يوم ما حممتها الخادمة ولما سألتها هل استحميت ؟ قالت نعم ، ولكن بالشامبو فقط ولم أستحم بالصابون، ولكن عندما سألت الخادمة قالت لي حممتها بالشامبو والصابون وهناك أشياء أخرى عديدة .
كذبها خيالي :
ورد الدكتور كاظم إبل : مشكلة الكذب من المشكلات السلوكية والتي تدل على أن الظروف التي يعيشها الطفل مشجعة للكذب، أعتقد أن طفلتك تعلمت الكذب من الآخرين أو أنها تلجأ إلى الكذب لأن خيالها خصب، فهي في مرحلة الطفولة المبكرة، وهذه المرحلة تتسم بالخيال والطفل لا يستطيع التمييز بين الخيال والواقع، فأعتقد أن طفلتك خيالية وكذبها خيالي .
انبتك تريد أمًا لا خادمة :
وأجاب د. مصطفى أبو السعد على نفس المشكلة فقال : ابنتك عمرها خمس سنوات، وعادة ما يجد أبناء هذا السن صعوبة في التمييز بين الحقيقة والخيال، ولهذا لا تفاجأ بحديثهم غير الحقيقي الذي عادة ما يكون تعبيرًا عن التفكير الرغبي أي تعبيرًا عن حاجاتهم النسية غير المشبعة .. وقد يكون هذا التعبير كذلك اتهامًا باطلاً للآخرين مثل ما هو الحال عند ابنتك وهي تتهم الخادمة .. ولذلك أختي الأم أعتقد ـ حسب ما ورد في رسالتك ـ أن ابنتك تلجأ إلى الكذب لأحد الأسباب التالية ولأنه لم يرد أمثلة أخرى للكذب ابنتك فلا يمكنني طرح غير هذه الأسباب ..
أسباب الكذب
وأضاف الدكتور أبو السعد هذه الأسباب :
1 ـ برجمة الورة الذاتية : أنت تكذبين كلام ربما تسمعه ابنتك منك مرارًا ومن غيرك ومع تكرار هذه الرسائل تقتنع ابنتك أنها كاذبة فتتم برمجتها بالرسائل السلبية المتكررة.
2 ـ انعدام الثقة : التشكيك المستمر في سلوك النبت يؤصل سلوك الكذب لديها .. وحين يعتاد الأبوان على نعت ابنتهما بالكذب تقرر هذه الأخيرة الكذب ما دام الجميع يعتقدونها تكذب .
3 ـ المكاسب الشخصية : لجوء البنت إلى الكذب قد يحقق لها مكسبًا ثانويًا لا يتحقق إلا بالكذب كالحوار والسؤال عنا ومجادلتها في ظل ظروف تنعدم فيها أجواء الحوار والحديث مع الأبناء .. ولهذا قد تكون ابنتك محرومة من الحيدث معك فتلجأ للكذب لتنال اهتمامك ..
4 ـ التفكير الرغبي : ابنتك قد تعبر عن حاجة ورغبة كامنة لديها فتختار السلوك الذي يمكنها من تحقيق ما ترغب فيه .. فهي قد تكون رسالتها المقصود منها أنها تريدك أنت لا الخادمة .. وتحس بدفئ الاستحمام على يديك أكثر من الخادمة .
من طرق الوقاية
وذكر لنا د. أبو السعد هذه الطرق للوقاية :
1 ـ لا تحرصين على اعتراف ابنتك بكذبها ولا تؤكدين على إظهارها بمظهر الكاذبة ولذلك اجتنبي مواجهتها مع الخادمة فإن هذا من شأنه أن يقنعها ويثبت لديها السلوك ..
2 ـ لا تكذبي على الطفلة ولو من باب المزاح أو تطيب الخاطر .. حتى لا تكوني قدوة لها في هذا السلوك .. ولذلك اجتنبي سلوكيات التهرب من الجواب والحديث معها والتهرب من ابنتك بأعذار واهية ..
خطوات علاجية
واختتم د. أبو السعد رده بهذه الخطات العلاجية :
1 ـ أشبعي خاجاتها النفسية : ابنتك بحاجة لاهتمام منك والشعور بالحب والطمأنينة وهذه مسؤوليتك التربوية .. وأي حاجة غير مشبعة لدي ابنتك قد تدفعها للبحث عن أي وسيلة لإشباعها ولو كان الكذب .
2 ـ ما المطلوب مني يا ابنتي ؟ : اسألي ابنك حالة الكذب ما المطلوب مني وماذا يمكنني أن أقدمه لك لمساعدتك فهذا من شأنه أن يساعد ابنتك على الانفتاح عليك ومحاورتك بما تريد بدل اللجوء للكذب .
3 ـ قيمة الصدق تحدثي عن ابنتك عن قيمة الصدق من خلال القصص والمواقف وتبيان قيمة ااصدق وبالنسبة للإنسان دنيا وآخرة ..
4 ـ أسباب كامنة وراء الكذب: ابحثي عن الأسباب التي تكمن وراء الكذب ومنها كما أشرنا حاجات نفسية غير مشبعة أو ما يلي :
أ ـ لفت الانتباه .
ب ـ الحصول على المدح والثناء وهي حاجات نفسية كذكل .
جـ ـ التهرب من العقاب .
د ـ الحصول على مكسب شخصي .
هـ ـ التقليل منشأن الآخر [الخادمة] .