http://images.china.cn/images1/200605/305699.jpg
لما أنحصر الحب عند كثير من الناس في إطار ضيق وحددوه بيوم واحد قتل الحب وقتلت معانيه وأصبح ممارسات نظرية لا تطبيقية بدون أحاسيس حقيقية أصبحنا نجري خلف أعدائنا ولو دخلوا جحر ضب لدخلناه معلوماتي عن عيد الحب أو ما يسمى الفالانتاين هذا محدودة ولا أعرف تاريخه ولا أصله ولم أحبذ أن بحث عنه وقد تستغربون أن أكتب هذا الموضوع بعد انقضاء الحدث وانتهاء موسمه عند كثير من الناس !!!!
هم حصروا الحب في يوم واحد ونحن كل أيامنا بإذن الله حب لماذا نتبعهم في يومهم وعند السنة كلها نمارس فيها الحب بكل أنواعه فلم أعهد ولم أسمع عن دين اهتم بالحب ورسخه في عقول معتنقيه مثلما فعل الإسلام فهو دين الحب والسلام هو دين الحب والعطاء هو دين الحب والبذل والإخاء
والحب في الإسلام أنواع ودرجات وأكرم أنواعه وأعلاه درجة هو الحب القائم بين العبد وربه بين المخلوق وخالقه بين الله وعباده يقول الله سبحانه وتعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبك والله غفور رحيم )) هنا شرط المحبة بين العبد وربه إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء به فهل الاحتفال بعيد الحب المزعوم هذا مما أمر الله به وهل هو عمل أمر به رسوله عليه الصلاة والسلام !!!! ومن الدعاء المأثور عنه صلى الله عليه وسلم (( اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني لحبك )) وارتبط حب الله للعبد بالأعمال الصالحة والبعد عن ما نهى عنه كقوله سبحانه وتعالي ((إن الله يحب المحسنين)) فالإحسان من الأعمال الصالحة وقوله جل في علاه (( والله لا يحب الفساد )) فالبعد عن الفساد يوجب محبة الله وقس على ذلك كل ما أمر الله به وما نهى عنه....
ويأتي في المرتبة الثانية وهي مرتبة مرتبطة بالأولى وأتى الربط بينهما بواو العطف في كثير من المواقع وهي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته مرتبطة بإتباعه وإتباع سنته ومحبة ما كان عليه هو وأصحابه رضوان الله عليهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) ومما ذكر في الصحاح أن الرسول صلى الله عليه وسلم آخذا بيد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال عمر : فإن الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمرويأتي في المرتبة الثالثة الوالدين ولقد قنن الإسلام هذه المحبة وجعل حبهما والبر بهما من أجل القربات لله سبحانه وتعالى حيث يقول جل في علاه ((وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا ))وأتى الوعيد الشديد لم عق والديه على لسنا خير الخلق صلى الله عليه وسلم ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة وذكر منهم العاق لوالديه )) أتى أحدهم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحابتي فقال رسول الله صلى الله وسلم : أمك ثم أمك ثم أمك قال ثم من قال : أبوك ثم أدناك فأدناك ))ويأتي في المرتبة الرابعة حب الولد مما ذكر في كتب الحديث أن الأقرع أبن حابس أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل حسينا فقال لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ((لا يرحم لا يرحم)) بما أن الحب بين الوالد وولده فطري لكن من محبة الوالد لولده ألزمت الأب بحقوق اتجاه ولده فمن أحب ولده تخير الأم الصالحة وتخير له الاسم الحسن وعلم العلم وأطعهم وكساهويأتي دور رفيقة الدرب ورفيق الدرب الحب الفطري بين الزوجة وزوجها بين الزوج وزوجته وهنا تأتي روعة الإسلام ونوره الذي من سار على دربه لم يتعثر ولم يضل وجاءت الوصايا لرجل في قوله صلى الله عليه وسلم ((استوصوا بالنساء خير )) وقوله ((لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها غيره)) يفركن بمعنى يكرهن والرضا كمال المحبة ووصى المرأة بزوجها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) والسجود لا يتأتى إلا بالمحبةأما المرتبة السادسة فمحبة الأقارب والأرحام ولقد أرتبط اسمهم باسم الله الرحمن ولقد وصى الإسلام بصلة الرحم والنفقة والصدقة عليهم حيث يقول صلى الله عليه وسلم ((ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذي رحمه وقرابته فهو له صدقة)) وأتى الوعيد الشديد لمن قطع رحمه حيث قال صلى الله عليه وسلم ((ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ ))ويأتي في المرتبة االسابعة حب الجار والإحسان له وجاءت الأحاديث الكثير في الحث على الجار وجاء الوعيد لم آذى جاره ومنها قوله صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)) وقوله ((ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه)) وقوله ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره))أما المرتبة الثامنة فهي محبة المسلمين كافة وحب الخير لهم وجاءت الوصايا الكثيرة في حق المسلمين وحبهم وكان أول ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة أن وثق عُرى المحبة بين المهاجرين والأنصار وآخى بينهم وجاءت الوصايا بحب الخير للمسلمين حيث يقول ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))أبعد هذا نحتاج لعيد حب وعيد الأم وعيد فلان وعلان ونحن أمة الحب أمة الوفاء أمة العطاء أمة الإخاء نحن نعيش بالحب ونحيا بالحب ونموت بالحبوفي الختام نقول اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا لحبكتحياتي لك