يكفي الفؤاد من الزمان عذاب
يبس الكلام و جف الترحـاب *** حتى الدفاتر سجلتها غيـاب
لما دخلت على المكـان رأيتـه *** يأبى بأن أفتح عليـه البـاب
ورأيت أغصان الشجر في حزنها *** لكنني لم أعـرف الأسبـاب
حتى النسيم آبى الدخول لمجلسً *** ليست به أو ينشر الأطيـاب
وسألت مجلسها فرد بوحشـةً *** أخشى بأن يجلس هنا الأغراب
فحزنت لما الحزن حاصر مجلسي *** وبعادهـا حزنت له الألبـاب
ما كنت أعلم من أولاء حماقتـاً *** ما كنـت أعلـم أنهم آذناب
لا تحزني من حمقهم وكلامهـم *** إن الذي قالوه ليـس صواب
فالمال أضحى في الزمـان ديانتاً *** واللؤم فيه شريعتـاً وكتـاب
هم للزمان حديثـه ولســانه *** إن الزمـان لسانـه كـذاب
مثل النحاس بلونـه متغــيراَ *** مهما بدى في لونـه جـذاب
أتجاهلوا في الدهـر كل مـودةً *** وعن السعادة أغلقـوا الأبواب
قد لا يكون الدهر حلـواً إنمـا *** يكفي الفؤاد من الزمان عذاب