كش رئيس!
2011/05/14 الساعة 12:49
احمد غراب
يبدو رؤساء العرب في حالة يرثى لها، بعكس ملوكهم؛ فالثورات العربية حتى اللحظة ملتصقة بالجمهوريات أكثر من الملكيات، بمعنى أن قاعدة "كش ملك" ولت وأصبحنا في "كش رئيس".
لو كان اليمن مملكة ما كان الخليج سيدير له ظهره كما حصل، فالبلد الفقير، والذي ظل لما يقارب من عشرين سنة يلاحق بعد عضوية مجلس التعاون الخليجي دون فائدة، وفي عشية وضحاها تم توجيه الدعوة للمملكتين المغربية والأردنية للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، في حين وجد اليمن نفسه مبعدا عن إطاره الخليجي الإقليمي، فهو بلد جمهوري والثورات صفة ملازمة للجمهوريات كما يحدثنا الواقع العربي حاليا.
وليس ببعيد أن نفاجأ بـ"المملكة الليبية" –خصوصا– قريبا، فالعلم المرفوع منذ بداية الثورة الليبية هو العلم الدستوري الملكي.
وليس ببعيد أن نجد جامعة الدول العربية وقد تحولت إلى "مملكة الدول العربية"، والشرق الأوسط وقد تحول إلى "الشرق الملكي"، خصوصا وأن الثورات التي شهدها الوطن العربي لم تخترق الأنظمة الملكية بعد، بعكس الجمهورية.
هناك من يعتقد أن ما يحدث لا يمثل ظاهرة سلبية، بل العكس هو ايجابية. ويستشهد هؤلاء بأن القمع الذي يمارس في الجمهوريات العربية لا يمارس في الملكيات. وهي نظرية لا يمكن تعميمها ومع ذلك فهذا القول قد يجانبه الصواب من ناحية واحدة تنطلق من قاعدة ما كان أوله شرط فإن آخره نور، فالشعوب التي تعيش في أنظمة تعلم من البداية أنها ظاهرة ملكية وباطنها ملكية، ليست كالشعوب التي تعيش في جمهوريات ظاهرة جمهورية وباطنها ملكية.
أما العناصر الأخرى التي لا ينبغي إغفالها فيمكن القول إن ما يميز نظام حكم عن آخر ليس شكل النظام وإنما مضمونه ومبادئه، وهذه الأخيرة، أبعد ما تكون عن الكثير من الأنظمة العربية، فإذا افترضنا واقعيا أن الوضع الجمهوري العربي متأرجحا بين الفوضى والتغيير، فإن الوضع الملكي العربي يبدو محاصرا بجملة من العوامل أهمهما تأثير نجاح الثورات، والتباين الديمقراطي الذي سينجم مستقبلا.
حاليا الغلبة للملكية العربية ولكن من يدري ماذا تخبئ الجمهوريات القادمة؟!