وقد ذكر الذهبي في سيرة همام بن منبه أحد علمائنا الأفاضل ، أن رجلاً من قريش صاحب سفاهة وطيش قال لأحد أهل اليمن وكان صاحبنا ثقة مؤتمن : مافعلت عجوزكم ، فقال اليمني عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين وعجوزكم ياقرشي حمالة الحطب دخلت النار مع الداخلين ، فغلب القرشي وأفحمه وفي كل كرب أقحمه.
.
.
رفعنا روؤس العرب لما انتصر سيف بن ذي يزن على أبرهه حامل الكذب فزارتنا الوفود بما فيهم عبد المطلب ، أطعنا معاذ بن جبل ورفعنا في المحل الأجل ونصرنا علي بن أبي طالب صاحب المناقب والمواهب فقال فينا
لو كنت بوابًا على باب جنة *** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
.
.
قتلنا الأسود العنسي فصار في التاريخ منسي ومنا المقدام يوم القادسية الذي فرق الجموع الفارسية ومنا الشاعر وضاح الذي هز بشعره الأرواح.
.
.
نحن أرق الأمة قلوباً وأقلها عيوباً وأطهرها جنوباً وفينا سكينة ووقار وفقه واعتبار ومنا أولياء وأبرار ومنا المحقق الكبير والمجتهد ابن الوزير صاحب العواصم والقواصم والروض الباسم ، خطيبنا إذا تكلم بز الخطباء وأسرها وسحرها فإما منا بعد وإما فداء ، وشاعرنا إذا حضر غلب الشعراء.
الضاد بأرضنا ميلادها والعروبة عندنا أولادها والحميرية نحن أحفادها ، عندنا الجبال والجمال والسحر الحلال والبلاغة في الأقوال مع سلامة الصدور بعد عن الكبر والغرور ، وعندنا خفة أرواح ودعابة ومزاح وقدرة على الحفظ وسبك اللفظ وجودة الخاطر ، طلع الزهر باليمن كأنه ترجمان ولو سار بأرضها حافظ جميع اللغات لسار ومعه ترجمان.
نحن أنصار الرسالة في قديم الزمن وحاضره نحن الأبطال الجهابذ ونحن من صرنا سنة المختار في تلك الديار نهجنا نهج السلف ونحن خير خلف لخير سلف وسنرفع لملمة العلم ومن شابه أباه فماظلم ، ففينا العلماء والعباد ولنا نوافل وأوراد وتدينا سريع وفهمنا بديع.
سلام على شوكان ورحمة الله على أريان وبركاته على كوكبان ومغفرته على عمران وتحياته على خولان وفضله على همدان وتوفيقه لهلال.لأن التفسير شوكاني والشعر المليح إرياني والخطاب الفصيح كوكباني والعقل الرجيح عمراني والوجه الصبيح خولاني والخطاب الفصيح همداني والكرم السميح هلالي.
اليمن مشتق من الإيمان لأنهم صدقوا بالرسالة وأظهروا البسالة وأكرموا الرسول وقابلوه بالقبول وجمعوا بين المعقول والمنقول.
اليمن مشتق من اليُمن لانه كان ميمونا بجنوده ومعينا بحشوده
واليمن مشتق من الأمانة لأن أهلها رجال فدوا الملة بالنفوس وقدموا للشريعة الرءوس
واليمن مشتق من اليمين فهم ميمنة كتائب الجهاد ساعة الجلاد بالسيف والحداد
إذا رأيت من ينتقص اليمن فأعلم إنه يستحق التوبيخ لأنه لايعلم أبجديات التاريخ .
.
اليمن بلد الأقيال والجبال والجمال والإجلال فالأقيال : طردوا الأحابيش وهزموا كل جيش ، والجبال : صدت الغزاة المحاربين ودمرت الإنجليز الكاذبين ، والجمال : رسائل سحر من الطبيعة في حجاب الشريعة ، والجلال : إيمان في قوة وعلم مع فتوة ، تعانق في اليمن التاريخ والجغرافيا عناقا كافياً شافياً وتصافح بها الفقه والحديث والقديم والحديث !!
اليمن مورد عذب وميدان رحب فالقومي باليمن يفخر لأنها بلد الجد حمير وقحطان والمؤرخ يتشجع لأنه عثر على موطن تبع وصاحب الآثار له من اليمن أمداد لأن فيها إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وحملة القرآن لهم ميل إلى تلك الأوطان لأن اليمن يمان والحكمة يمانية.
واعلم أن اليمن أهدت لسليمان بلقيس بالكرسي وقتلت الأسود العنسي وألبست العروبة ثوب المنن بسيف بن ذي يزن حتى زاره عبد المطلب نيابة عن العرب وألفت اليمن في الأصول ارشاد الفحول ، وفي التفسير فتح القدير ، وفي سنة أبي القاسم الروض الباسم ، وفي فن الطلب نيل الارب ، في الإحكام سبل السلام وفي فقه الآثار نيل الأوطار ، وتاج العروس أصله من زبيد وعندنا كل عالم مفيد وشاعر مجيد.
نحن أكثر العباد خشوعاً وأغزرهم دموعاً ولسنا بعباد درهم وليس من أرضنا الجعد بن درهم ولم يدخل ديارنا الجهم بن صفوان ولكننا أهدينا للسنة طاوس بن كيسان.
ولله تاريخنا ما أحسنه لأن هناك قلوب لينة والسنة صادقه وشجرة مجدنا لاتنبت إلا على أنهار الشرعية لأننا موحدون لا ملحدون ونحن بلد الوفاق والإنفاق ولسنا بلد الرفاق والنفاق والشقاق ..
واعلم أني ما أسرفت في المدح بل قصرت وما أطلت في الثناء بل اختصرت وكفانا مدح الرسول العدناني لنا والصلاة والسلام على صفوة الأنام وآله وصحبه الكرام
<> نهاية الحقلة الأولى <>
.
.
للموضوع تكملة أخرى في موضوع آخر
سيكون عنوان حلقتي الثانيه : فضل أهل اليمن من القرآن
..... أرجوا منكم الانتظار واتمنى أن ينال الموضوع اعجابكم
كاتب الموضوع / وهم الخيال
عبدالله الجراش
دمتم ودام الله فوق جميع الخلق..،،