وا معتصماه...........
قصتي هذه أحبتي من واقع الحياة.......... وغدوت بلا إرادة مني شاهدة عليها.........
للأسف ... أقولها واكرر..... للأسف ........
لم يبقى لي سوى القلم ...... ليحرر صرخات تتلاطم كأمواج عاتية في داخلي ....... لا ساحل ...... لا شطآن ..... لا مينا ......
ما عدت أثق حتى بقلمي .......فهل سيوصل لكم ولو جزء بسيط ... من حجم المعاناة....... وألم الإنسانية....... فوالله مهما كتب القلم..... فلن يكون سوى نقطة في بحر ألم...........
سأختصر ...... وإليكم الحكاية............
جاء الغريب من بلده ملحداًً لا دين له .... لعمل قد كلف به........ جاء أملاً طامحاً .... يحمل أعلى وأرقى الشهادات........لم يرق له الحال ..... نظراً لبعد أهله ....... زوجته وأولاده........ فأسرع طالباً من رب المال ...... فهو بالطبع رئيسة......... شارحاً له حالة الوضع..... وعدم الاستقرار......
كان له ما أراد ..... وتم الاستعداد......من ترتيب أوراق دخول أحبته..... فإذا هي الطامة الكبرى ....... رفض وعدم قبول ...... يا للهول..... لماذا ...... وأين اللامعقول.......؟؟؟؟؟؟...... رفض من قبل الدولة....... والسبب........ كان الغريب ......غير مسلم.... والزوجة.... مسلمة...... منذ المهد ...... ولكن لجهلاً في الدين..... وعنفوان الحب...... تم اجتماع الأحبة في بلد عربي مسلم ........ ً ... !!!! ..... للأسف مسلم......... ضارباً تعاليم الدين عرض الحائط.........( لاحول ولا قوة إلا بالله) .....
بالطبع ما من حل سوى إعادة توثيق الزواج...... ولكن بشرط .... أن يكون الغريب قد اسلم....... وبالفعل ..... أسلم...... وصار من اعتاد المسلمين.......بعد النطق بالشهادتين......... واستنكاراً من أهله وذويه.... وأهل بلده..... ممن لا زالوا على ملته الأولى..........وتم وصول عائلته........بعد طول عناء.
ضل الغريب المسلم ........ يعمل ويعمل............. ليل نهار...... يحاول إحقاق الذات......... ولكن رب المال ...... بدأت نفسه تضمر شراً لأسباب .... الله أعلم.....؟؟؟؟!!!!!
مرت السنون ..... والغريب لا زال يعمل....... بالجد يعمل والكل على اجتهاده يشهد....... ولا زال يعمل .....يتراءى لي أنه لم يكن يمشي ......... خطاه وكأنه يقفز.... بين الفينة والفينة..... تراه.......هنا ... وأيضاً هناك..........تراه هنا وهناك.......... إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم........
ذهب ..... يوماً عشاء عمل ............ مع بعض ضيوف .........وذلك طبعاً كان واجهة لبرستيج عمل.....ويا ليته اعتذر...... ويا ليته اعتذر............لكن للأسف ........ قد سبق السيف العذل.
كان له ما أراد ............ انقضى الليل بتحقيق نجاحات كانت بالمراد............ بعد عشاء لم يكن يخلو من مذهب المال والعقل.......... المشروب الروحي......( الخمر) واستكمالاً لبرستيج منصبه....... أبى إلا أن يوصل ضيوفه......... بنفسه...... إلى محل إقامتهم............ولكن .... ما أوصل سوى نفسه إلى مهلكه........!!!
تم القبض عليه...... بعد أن انتصف الليل ...... في وسط الطريق......... بتهمة تعاطي الخمر ...... وقيادة المركبة............
نعم تم القبض عليه........بالتهمة المدونة أعلاه....... صعقنا بالخبر........ ماذا سنفعل وما هو العمل........فقد كان المحرك الرئيسي و الدينامو الفعال في العمل.......!!!! ..... ما من خبر ..... أين الخبر.....؟؟؟
بات ليلته الأولى في سجنه.........خلف القضبان ......... وما من بارقة أمل.......... ومرت الليلة الثانية والثالثة......ولم يحرك للموضوع ساكن........ رئيسة في العمل .... وقف موقفاً سلبياً لا يكاد يذكر........ وكأنه يقتنص له الخطأ...... رغم نفوذه...... وقوة سلطته...... عند البعض ....... ولكن......... ما من خبر.......وكأن ذلك الإنسان لم يكن....... تم استقدام من يخلفه سريعاً في عمله........ ولا زال يقبع سجيناً ............خلف الأسوار............
كنت على مكتبي في العمل ...... اتابع الحدث ........ ولكن ما باليد حيله........ متفرجة فقط كغيري...... إلى أن دقت أجراس انتهاء العمل ........ وأخذت ألملم أوراقي ............مسرعة..... أقدرها .... ثواني ..... كانت قبل رحيلي ...... رن جرس الهاتف.....حدثت نفسي أرد ... أم لا أرد........... هيا هيا.... سأرد وكان الحدث.......
ألو.........
ألو.............. كان صوته...... هو ذلك الموظف السجين..... هممت بالجلوس ..... أهلاً بك....... كيف أحوالك....... إإتني بالبشرى هل انصلح حالك.....؟؟ ؟؟؟؟ ....؟؟؟
صمت قليلاً ثم قال: .......... أحوالي........؟؟؟؟ دعيك من أحوالي ....... فيا ليت لو يأتي الموت...... ليسلب روحي وكياني ........
قلت له: استغفر الله ....... وباب التوبة مفتوح............فكر في نفسك
قال : أنا لا أهم...... ولكن الأهم زوجتي وصغاري ......... لا طعام... لا ماء ...... لا عائل........لديهم.......أهذا ما يرضي الله ورسوله............. أين هم أقراني ........ شكا من الحال ما شكا......... أدمى القلب .... وزاد من أنينه.......
ولكن الصاعقة التي أشلت تفكيري ....... هي ذهاب بعض أصدقائه....... ممن لا زالوا على ديانته الأولى ....... عبدة الأوثان والأحجار...... وعبدة النار وأيضاً البقر.....!!!!!! لبيت زوجته المسكينة......... بادعاء مواساتها في محنتها ........ وجدوها تبكي وتصلي ........
أتدرون ما قالوا لها......
أتصلين.....؟؟؟؟؟؟ لمن......؟؟؟؟؟؟؟ لربك.........؟؟؟؟؟؟ أين هو ربك........؟؟؟؟؟ أين هو الله........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وامعتصمــــــــــــــــــــــاه..................
يحاولون ردها عن دينها ..... باستغلال محنتها .......
هنا يكون موقع العتب ........ علينا يا من ندعي الإسلام........... ندعوا للإسلام...... ولا ننصره.........
بالله كيف يثبت مثل هؤلاء على دينهم........ إن لم نساعدهم....... إن لم نكن معهم...... نحن المسلمين......... يا من نتبع ملة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.............
هذا أحبتي كان سيناريو واقعي ....... لحاضر عالم مسلم...... أليم..........أبطاله أناس ضعفاء........ وتم الإخراج لجهة غير معروفة.................
أخلص وأصدق التحيات.........
التوقيع......
شاهدة على الحدث