Originally Posted by
عيون عربية
أستاذ بحـر
صحيح الأمر مزعج ويثير الغضب عندما تجد أن حقوقك الفكرية انتهكت أو صودرت، ولن تستطيع أن تضع حداً لهذه "السرقات" في عالم الإنترنت، ولن تستطيع مقاضاة أحد.. لذلك عليك التعامل مع الأمر من منظور آخر وأن تُسعد به، فأن يعجب أحدهم بنصٍ لك لدرجة أن ينسبه لنفسه متمنياً لو كان كاتبه، هذا شيء يبعث السرور في النفس، قرأت كلاماً لسيد قطب حول هذا الأمر وأعجبني..من الصعب أن نصل إلى تلك المرحلة من السمو الروحي والرقي الداخلي، لكن لوهلة عندما تفكر في الأمر من ناحية تضحية وعطاء لن يزعجك الأمر بهذا القدر..
المهم أن تصل كلماتك وأفكارك للآخرين أليس كذلك..؟
يقول سيد قطب:
"إننا نحن إن " نحتكر " أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها! إننا إنما نصنع ذلك كله، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيراً، حين لا تكوت منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا !.
إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للاخرين، و نحن بعد أحياء. إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – و لو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض- زادا للاخرين وريا، ليكفى لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان!.
" التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلامات التجارية " لبضائعهم كى لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون و أصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين !..
إنهم لا يعتقدون أنهم " أصحاب " هذه الأفكار والعقائد، وإنما هم مجرد " وسطاء " في نقلها وترجمتها.. إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم، ولا من صنع أيديهم. وكل فرحهم المقدس!، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل !.. "
و
كل عام وأنت بخير