من اشهر القصائد التحريضيه على القتل

بسم الله الرحمن الرحيم

لما انقضت دولة بني امية وافضت الخلافة الى بني العباس، وولى منهم ابي العباس السفاح، بلغ الخبر بسديف وهو اذ ذاك بمكة، فاستوى على راحلته وتوجه نحو ابي العباس ــ وكان به عارفا ــ فلما وصل اليه قال له: من انت؟
قال: انا سديف بن ميمون.
قال: مولاي سديف؟
نعم يا امير المؤمنين.
ثم هنأه بالخلافة، ودعا له بالبركة، وكان في حضرة الخليفة رجال من بني امية قدموا للكوفة طلبا للامان ولتقديم البيعة الى الخليفة العباسي،وكان الخليفه العباسي يجلس على سرير الملك
وبعده بني هاشم على الكراسي و بني اميه على الوسائد و بقيه الناس وقوف.

فلما رئى سديف بني اميه قاعدين مطمئنين ساءه ذلك المنظر وانشده قصيدة:

اصبح الملك ثابت الاساسي
بالبهاليل من بني العباسي
لا تقيلن عبد شمس عثارا
واقطعن كل رقلة وغراسي
انزلوها بحيث انزلها الله
بدار الهوان والانفاسي
ولقد ساءني وساءَ سوائي
قربهم من منابر وكراسي
نعم كلب الهراش مولاك لولا
أود من حبائل الافلاسي
فاذكروا مصرع الحسين و زيد
وقتيلا بجانب المهراسي
والامام الذي بحران اضحى
تحجل الطير حوله في الكناسي
انزلوها بحيث انزلها الله
بدار الاتعاس والانكاسي


عبد شمس : جد بني اميه
بني العباس : وهم بنو العباس بن عبد المطلب من بني هاشم
جانب المهراس : و المهراس هو جبل بجانب جبل احد و يقصد بذلك مقتل حمزه بن عبد المطلب رضي الله عنه قتله و حشي بدافع من بني اميه في معركه احد.
الحسين و زيد : الحسين بن علي بن ابي طالب و زيد بن علي زين العابدين رضي الله عنهم قتلوهم بني اميه.
الأمام : إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بإبراهيم الإمام، أخو السفاح.قتله بني اميه في عهد مروان الثاني.



وعندما سمع ذلك ابو العباس السفاح تبدل و جهه و ساءه ذلك فأمر جنده الخرسانيين
بالقضاء على بني اميه و هم في حضرته فقاموا و حطموهم تحطيم كسروا عظامهم

فأمر السفاح بالبسط (جمع بساط) فوضعت فوق بني اميه وهم يأنون تحتهم ثم اوتي بالموائد و الاطعمه
فوضعت فوق البسط و اكلوا و جبتهم و رجال بني اميه تحت البسط
ثم امر بعد ذلك بالاقائهم في قارعه الطريق و قيل صلبهم و بعد ذلك رماهم في بئر و ردمها.


وقال سديف في موضع اخر محرضاً على بني اميه :

يا ابن عم النبيّ أنت ضياء استبنا بك اليقين الجليا
قد أتتك الوُفود من عبد شَمْس مستعدين يُوجعون المطيا
عَنوة أيها الخليفة لا عَن طاعةٍ بل تَخوَفوا المَشرفيّا
لا يغرنك ما ترى من خضوع إن تحت الضلوع داء دويا
بطن البغض في القديم فأضحى ثابتاً في قلوبهم مطويا
فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق طهرها أمويا


ولما سمع ذلك ابو العباس قال متيمن بذلك :

أحيا الضغائن آبائن لنا سلفو
فلن تبيد و للاباء ابناء

فأمر بقتل بني اميه اللذين عنده وكان من بينهم هشام بن عبد الملك الاموي
وقد كان صديقاً للسفاح .
فقال له السفاح : يا ابا الغمر ما ارى في الحياه بعد هؤلاء خير
فرد الأموي بشجاعة و قال : لا والله

فقال اقتلوهم و قتلوهم جميعاً


جمعه : سعيد الفياضي