العريس اليمني يضغط على قدم عروسه ليلة الزفاف لتحديد من سيدير شؤون المنزل
العريس اليمني يضغط على قدم عروسه ليلة الزفاف لتحديد من سيدير شؤون المنزل
المصدر:جريدة الوطن السعودية الخميس 16 رجب 1427هـ الموافق 10 أغسطس 2006م العدد (2141) السنة السادسة
أبها: سامية البريدي
للعرس اليمني تقاليد خاصة، من حيث عدد أيام الاحتفال وطريقة تزيين العروس والأطعمة التي تقدم، كذلك فستان العروس الذي يكون مزينا بالمشغولات اليدوية والأحجار الكريمة، ويتميز العرس اليمني أيضا بعادات غريبة منها أن العريس يضع قدمه على قدم العروس يوم الزفاف ويضغط عليها بينما تقوم العروس بسحب قدمها وذلك لتحديد لمن ستكون إدارة شؤون المنزل، تقول فاطمة حديش: (اختصاصية في تزيين العرائس): "يستدعي يوم العرس في اليمن تحضيرات خاصة تليق بالحدث الذي يمر مرّة في العمر، فحينما تحين لحظة عقد القران، يجب على العريس أن يهدي العروس سلسلة ذهبية طويلة أو حزاماً من الذهب، إضافة إلى السوار والأقراط التي تُسمى (خرسان)، كما عليه أن يدفع المال والكسوة لجميع أفراد عائلتها حتى الأعمام والأخوال والخادمة، كذلك تعطى لسمية العروس - أي القريبة التي على نفس اسم العروس - كسوة ومال قد يصل إلى 20 أو 30 ألف ريال".
وتضيف: "في اليوم الأول من احتفال الزفاف لابد من أن تقدم (النقوط) من الأقارب والمدعوين، وهي عبارة عن هدايا مالية من الحضور، ويتخذ الأكل مركزاً مهماً في الحفلات، وتشتهر أعراس كل بلدة في اليمن بأنواع خاصة من الأكلات التقليدية).
وعن العادات الغريبة في الزواج اليمني قالت أم حسين: "هناك عادات غريبة في بعض محافظات اليمن في حفلات الزواج قد تصل إلى حد العجب والفكاهة، فمثلا في اليوم الأول في اليمن يحدّد إلى من ستؤول إدارة المنزل، فما أن تطأ قدم العروس عتبة منزل الزوجية حتى يسارع العريس بوضع قدمه على قدمها، فإن سحبت العروس قدمها بسرعة يعني ذلك أن إدارة البيت ستكون لها، وإن أسرع العريس بالضغط على قدمها بقوة كان هو سيد البيت في كل صغيرة وكبيرة".
وأضافت فاطمة: "من العادات الأخرى أن شرب اللبن دليل على القبول بالعريس، فبعد الإعلان عن الخطبة، يرسل الخاطب بقرة حلوب إلى بيت مخطوبته، فتجمع والدتها لبن تلك البقرة، وتصنع منه كميات من السمن تقدم للعريس كهدية ليلة زفافه، ولا يأكل العريس إلا من مائدة أعدتها والدة العروس بنفسها دليل رضاها عنه، وبعد الانتهاء من الأكل، تقف والدة العروس، وتقدم إناءً من اللبن كذلك إلى العريس ليشرب هو وأصدقاؤه المقربون، فيأخذ الإناء من يدها، ويسلمها بعض حبات البن ويمنح عمة العروس وخالتها في تلك اللحظة هدية من المال".
وعن أزياء عروس اليمن قالت: "إذا تدخلنا إلى خصوصيات كل محافظة من محافظات اليمن، فان الأزياء التي ترتديها العروس واحدة لا تختلف، وهي من أهم المؤشرات إلى تقاليد وأعراف هذه المحافظات، فمثلاً يستمر العرس لدينا في اليمن بشكل عام أربعة أيام، وتُسمى بالألوان التي تلبسها العروس في تلك الأيام الأربعة ارتكازاً إلى أزياء العروس التي تختلف بين يوم وآخر، فاليوم الأول، يُسمى اليوم الأخضر، وهو في العادة يكون يوم الاثنين، حيث يحضر العريس لقراءة الفاتحة وترتدي العروس فستاناً لونه أخضر في هذا اليوم، وفي اليوم الثاني، أي يوم الثلاثاء، ويُعرف باليوم الوردي وهو مخصص للخطوبة تلبس العروس طقماً وفستاناً وردي اللون، أما في يوم الحنة، فهو الثالث، وهو من أهم الأيام في الأفراح اليمنية حيث ترتدي العروس فستانًا من القطيفة غالية الثمن، وفي الغالب يكون يوم الأربعاء، وليلة الخميس، هي ليلة الدخلة تلبس خلالها العروس فستاناً أبيض ويُسمى باليوم الأبيض".
وتضيف "وفي بعض محافظات اليمن قد يكون فستان العروس أحمر اللون، لكن بعض المصممين بدأ بإدخال ألوان أخرى عليه كالأبيض أو الزهري والبيج وحتى الأزرق، وفي حفلة الزفاف التي تستغرق من سبعة إلى عشرة أيام في بعض المحافظات اليمنية، تُضاء جميع الأنوار في المنازل والحدائق والأشجار المحيطة بمنزل العروس"، مشيرة إلى أن العرس اليمني حلم العديد من الفتيات، إذ تكون الفتاة مركز اهتمام الجميع، فتحصل العروس على الكثير من الهدايا، كالملابس وأدوات التجميل كي تتجمل بما يتناسب والحفلة المقامة.
وتتابع فاطمة "تتميز العروس اليمنية برسوم بالحنّاء على يديها ورجليها، ويوضع لها الماكياج، كما ترتدي حللاً ثقيلة مليئة بالمشغولات والأحجار المتناثرة على الملابس، وتنتشر الحلي من شعر العروس إلى قدميها، مع أقراط كبيرة في الأنف والأذنين، إضافة إلى الأساور والخلاخل والعقود، وتضع العروس أيضاً في هذه الليلة كميات كبيرة من الزيت على شعرها، والكثير من الكريمات على جسدها".
وأضافت أن للعروس اليمنية الحق في وضع ما تشاء من شروط على العريس في وثيقة الزواج، بدءا من مصروفها الشهري من الزوج، إلى وجود الأبناء معها إذا وقع الطلاق، وهناك شروط كثيرة ومتعددة يمكن للعروس أن تكتبها إذا رغبت في ذلك، فذلك حقها المعترف به هناك".
وتقول: "فستان العروس الأحمر في بعض المناطق غالباً ما يختلط بالذهبي لكثرة الحلي التي تتزيّن بها، والذي يعتبر إشارة على الحالة المادية لعائلتها وعائلة زوجها "العريس"، ويُطرّز الفستان ويرصع بالذهب والأحجار الكريمة، وغالباً ما يكون ثقيلاً للغاية وغالياً جداً نظراً إلى الشغل اليدوي فيه، بالإضافة إلى الأحجار أيضاً، ويعطي أهل العريس أيضاً كمية من المجوهرات بحسب استطاعتهم، وتكون عادة هذه الهدية في صورة "أساور ذهب" لا يقل عددها عن 7 وتصل إلى 11 أو 21 أسورة، المهم أن يبقى عددها رقماً فردياً، فالذهب هو الإكسسوار الغالب استخدامه في اليمن مع استخدام الأحجار الكريمة والزمرد".