الأعجاز فـي بعض السـور القرآنــية
http://www.ss9ss.net/up/uploads/618ee98b5e.gif
الأعجاز فـي بعض السـور
محور يعرض نصوصا قرآنية بلغت من الروعة أعلى درجة البلاغة،،،
و لن نكون مغالين إذا قلنا إن ما تتسم به العربية من جمال باهر، و سحر أخــاذ، و عبقرية ملموسة،، كل ذلك سيضمن لها التجدر و الاستمرار، و سوف لا يخشى عليها من الضياع و الضعف ما دام هناك دستور يحميها هو كتاب الله المنزل.
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) النور 35
أبرز ما يلفت إنتباهنا هو التشبيه العجيب، و التشبيه معروف بروعته و جماله، و له موقع حسن في البلاغة لإخراجه الخفي إلى الجلي و إدنائه البعيد من القريب، يزيد المعاني رفعة و وضوحا و يكسوها نبلا.
فقد عرفه علماء البلاغة بأنه عقد مماثلة بين أمرين أو أكثر قصد إشراكهما في صفة أو أكثر بأداة لغرض يقصده المتكلم.
و مثله قوله تعالى:
وَ لَهُ الْجَوَارِي الْمُنْشَآتُ كَالأعْلاَم :الرحمن24.
حُورُ عِين كَأمْثَالِ اللّؤْلُؤْ الْمَكْنُونِ : الواقعة22.
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ : يونس 24.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ : النور39
(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ): الكهف45.
****
و هاتان الآيتان يتمثل فيهما المجاز بأروع صوره:
1 ـ ( و ينزل لكم من السماء رزقا) أي مطرا ً.: غافر13
2 ـ ( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم): آل عمران167.
و قد عرف البلاغيون المجازَ بأنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في إصطلاح التخاطب مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الوضعي؛ و هو من أحسن الوسائل البيانية التي تهدي إليها الطبيعة لإيضاح المعنى، إذ به يخرج المعنى متصفا بصفة حسية تكاد تعرضه على عيان السامع،، لهذا شغفت العرب باستعمال (
المجاز) لميلها إلى الأتساع في الكلام و إلى الدلالة على كثرة معاني الألفاظ، و لما فيه من الدقة في التعبير، فيحصل به للنفس سـرور، و قد زيّـن بـه العـرب أشعارهـم و خطبـهم.
****
أما ألآيتان ألآتيتان فتتمثل فيهما ألأستعارة:
( و أخفض لهما جناح الذل من الرحمة): الاسراء24.
( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور): إبراهيم1.و ألأستعارة هي أستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة (
المشابهة) بين المعنى المنقول عنه و المعنى المستعمل فيه، مع (
قرينة) صارفة عن إرادة المعنى الأصلي، و هي شبيهة بالتشبيه لكنها أبلغ منه.
و للأستعارة أجمل وقع في الكتابة، لأنها تزيد الكلام قوة و تكسوه حُسنا و رونقا، و فيه تثار الأهواء و الأحساسات.
****
و هناك آية تمثل (
الكناية)
و هي قوله تعالى: في سورة طه50:
( الرحمن على العرش أستوى)، و قد عرفها البلاغيون تعريفا ًأصطلاحيا ً فقالوا: هي لفظ أريد به غير معناه الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي لعدم وجود قرينة مانعة من إرادة.
بقوله تعالى: (
على العرش أستوى) فهو كناية عن تمام القدرة و قوة التمكن و الأستيلاء.
http://www.ss9ss.net/up/uploads/46ead9f9a0.gif
رد: الأعجاز فـي بعض السـور القرآنــية
رد: الأعجاز فـي بعض السـور القرآنــية
رد: الأعجاز فـي بعض السـور القرآنــية
الموضوع قمه ومفيد
فقد عونينا على المفيد دائمان
مشكوره وتقبلي تحياتي
طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــه