رد: واتل عليهم نبا ابني آدم بالحق
لِاَنَّ بَنِي اِسْرَائِيلَ فَاقُوا النَّاسَ جَمِيعاً فِي جَرِيمَةِ الْقَتْلِ، وَتَفَوَّقُوا عَلَيْهِمْ فِيهَا، فَقَتَلُوا بَعْضَ رُسُلِ اللهِ، وَقَتَلُوا الَّذِينَ يَاْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ، نَعَمْ اَخِي: جَرِيمَةُ الْقَتْلِ جَرِيمَةٌ وَلُودٌ: فَاِذَا ابْتَدَاَتْ: فَمِنَ الصَّعْبِ اَنْ تَنْتَهِيَ: وَلِذَلِكَ كُلُّ عَاقِلٍ يَقِفُ عِنْدَ هَذَا الْمَعْنَى اِنْ كَانَ يُرِيدُ الْهِدَايَةَ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ{اَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ: فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً(فَالِاعْتِدَاءُ عَلَى فَرْدٍ وَاحِدٍ ظُلْماً وَعُدْوَاناً: هُوَ اعْتِدَاءٌ عَلَى الْاِنْسَانِيَّةِ كُلِّهَا فِي مِيزَانِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: فَلَوْ اَنَّ اُسْرَةً تَتَكَوَّنُ مِنْ عَشَرَةِ اَشْخَاصٍ، فَجَاءَ اِنْسَانٌ فَقَتَلَ وَاحِداً مِنْهُمْ، فَمَاذَا تَكُونُ النَّتِيجَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلْعُدْوَانُ هُنَا لَايَقْتَصِرُ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ: وَاِنَّمَا يَتَعَدَّاهُ اِلَى الْاُسْرَةِ جَمِيعاً، فَرُبَّمَا يَكُونُ هَذَا الْمَقْتُولُ: مُعِيلاً لِهَذِهِ الْاُسْرَةِ، نَعَمْ اَخِي{وَمَنْ اَحْيَاهَا(وَكَيْفَ نُحْيِي النُّفُوسَ؟ وَكَيْفَ تُحْيَا هَذِهِ النُّفُوسُ؟ هَلْ آَتِي اِلَى مَيِّتٍ وَاَقوُلُ لَهُ: قُمْ بِاِذْنِ الله! لَا: لَسْتُ اَنَا الْمَسِيحَ بْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، لَا: فَالِاحْيَاءُ نَوْعَانِ: وَهُمَا اِحْيَاءٌ مَادِّيٌّ: وَاِحْيَاءٌ مَعْنَوِيٌّ، نَعَمْ اَخِي: وَالْاِحْيَاءُ الْمَادِّيُّ: اَنْ تُنْقِذَ اِنْسَاناً اَحَاطَ بِهِ حَرِيقٌ: اَوْ يَكَادُ يَغْرَقُ فِي مَاءِ الْبَحْرِ وَاَنْتَ تَسْتَطِيعُ اِنْقَاذَهُ؟ لِاَنَّكَ لَوْ تَرَكْتَهُ لَمَاتَ: فَهَذَا اِحْيَاءٌ مَادِّيٌّ، وَاَمَّا الْاِحْيَاءُ الْمَعْنَوِيُّ: فَهُوَ اَنْ تُرْشِدَ الضَّالَّ: وَاَنْ يَتَرَبَّى الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ وَالْجَانِّيُّ: عَلَى خُلُق ِالْاِيمَانِ: وَعَلَى خُلُق ِالْاِنْسَانِيَّةِ: الَّتِي تُقَدِّرُ هَذِهِ الْقِيَمَ: بِكُلِّ مَااُوتِيتَ مِنْ مَعَانٍ رَائِعَةٍ، فَهَذِهِ{مَنْ اَحْيَاهَا: فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً( نَعَمْ اَخِي: اَلْفَسَادُ فِي الْاَرْضِ قَدْ يُبْقِي الْاِنْسَانَ حَيّاً، وَلَكِنَّكَ تَقْتُلُهُ مَعْنَوِيّاً: حِينَمَا تُعَوِّدُهُ عَلَى الْمُخَدِّرَاتِ مَثَلاً: حِينَمَا تُشَجِّعُهُ عَلَى الْاِدْمَانِ عَلَيْهَا: فَاِنَّكَ تَقْتُلُهُ قَتْلاً مَعْنَوِيّاً، وَهَكَذَا: حِينَمَا تُفْسِدُ أَيَّ اِنْسَانٍ، وَلَكِنَّكَ حِينَمَا تُشَجِّعُهُ وَتَحُضُّهُ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنَ الْاِدْمَانِ: فَاَبْشِرْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ اَحْيَاهَا: فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً(نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ اَوَّلُ مَايُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي حَيَاةِ الْبَرْزَخِ قَبْلَهُ اَيْضاً بِمُجَرَّدِ اَنْ يَمُوتَ: اَوَّلُ مَايُسْاَلُ عَنْهُ مِنْ حُقُوقِ اللهِ: هُوَ الصَّلَاةُ، وَاَوَّلُ مَايُسْاَلُ عَنْهُ مِنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ: هُوَ الدِّمَاءُ، فَاِذَا اجْتَمَعَتِ الْجَرِيمَتَانِ مَعاً: فَقَدْ شَاعَ الْفَسَادُ فِي الْمُجْتَمَعِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ اَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعوُا الشَّهَوَاتِ: فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّا(نَعَمْ اَخِي: كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لَايَعْرِفُ الْجَامِعَ اِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، اَوْ يُصَلِّي عِنْدَ رَاحَتِهِ وَمَتَى يَحْلُو لَهُ: فَهَذَا تَضْيِيعٌ اَوْ نَوْعٌ مِنْ اَنْوَاعِ تَضْيِيعِ الصَّلَاة، نَعَمْ اَيُّهَا الْبَائِعُون: نَعَمْ اَيُّهَا الْمُشْتَرُون: اِسْتَمِعُوا اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: فَاسْعَوْا اِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ( نَعَمْ اَخِي: اِذَا كَانَ الْبَيْعُ الَّذِي فِيهِ قَوَامُ الْمُجْتَمَعِ وَفِيهِ تَنْشِيطُ الِاقْتِصَادِ مَمْنُوعاً عِنْدَ الْاَذَانِ مِنْ اَجْلِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ: فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالْعَاكِفِينَ عَلَى اللَّهْوِ؟! مَابَالُكَ بِالْعَاكِفِينَ فِي الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي! وَالْاَذَانُ يُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ! وَلَايَشْعُرُونَ بِاَنَّهُمْ قَدِ ارْتَكَبُوا مُنْكَراً مِنَ الْمُنْكَرَاتِ!؟ نَعَمْ اَخِي: اَلْعْالَمُ الْاِنْسَانِيُّ الْيَوْمَ يَقَعُ فِي صِرَاعٍ؟ بِسَبَبِ تَرْكِهِ هَذِهِ الْاَوَامِرَ، نَعَمْ اَخِي: وَالْاَمْرُ الْاَوَّلُ: اَنَّهُ اَهْمَلَ فَرِيضَةَ الصَّلَاةِ، وَالْاَمْرُ الثَّانِي: اَنَّ الدِّمَاءَ صَارَتْ رَخِيصَةً لَاقِيمَةَ لَهَا، وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاَخُ الْمُؤْمِنُ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ فِيمَا مَضَى اِذَا وَقَعُوا فِي ضَائِقَةٍ: ظَهَرَتْ اَرِيحِيَّةُ الْاِيمَانِ: وَظَهَرَتِ النَّخْوَةُ وَالنَّجْدَةُ وَالشَّهَامَةُ وَاِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ عِنْدَهُمْ: فَكَانُوا اِذَا بَاعُوا: يَبِيعُونَ بِنَفْسِ الثَّمَنِ مِنْ دُونِ اَرْبَاحٍ يَرْبَحُونَهَا مِنَ الْمُشْتَرِينَ: وَرُبَّمَا تَصَدَّقُوا بِالثَّمَنِ كُلِّهِ: وَرُبَّمَا اَوْضَعُوا مِنَ الثَّمَنِ وَخَفَّفُوا مِنْهُ وَخَفَّضُوهُ، وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا هَذِهِ: مَاذَا يَحْدُثُ عِنْدَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَدَّعِي الْاِيمَانَ وَالْاِسْلَامَ!؟ وَرُبَّمَا كَذَلِكَ يُصَلِّي!!! فَمَاذَا يَحْدُثُ؟ نَعَمْ اَخِي: تَرَى مَثَلاَ اَلْآَنَ فِي اَزْمَةِ الْغَازِ وَالْبِنْزِينِ كَمَا نَسْمَعُ وَكَمَا نَقَلُوا لَنَا الْاَخْبَارَ: اَنَّهُمْ فِي سَادْكُوبَ مَثَلاً فِي الشَّرِكَةِ السُّورِيَّةِ لِتَخْزِينِ وَتَوْزيعِ الْمَحْرُوقَاتِ: يُعْطُونَ لِبَائِعٍ مَا مَثَلاً 50 اُنْبَوبَةِ غَازٍ؟ لِيَتَصَرَّفَ فِيهَا فِي سُوقٍ بَيْضَاءَ تُؤَمِّنُ الِاكْتِفَاءَ الذَّاتِيَّ لِلْمُوَاطِنِينَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ الْبَائِعُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: يَحْتَكِرُهَا لِمَصْلَحَتِهِ الْخَاصَّةِ دُونَ رَقَابَةٍ وَلَاتَدَخُّلٍ مِنْ اَجْهِزَةِ التَّمْوِينِ الْمُجْرِمَةِ الْحَقِيرَةِ! وَيَبِيعُهَا فِي سُوقٍ سَوْدَاءَ بِاَسْعَارٍ خَيَالِيَّةٍ فَاحِشَةٍ تُؤَمِّنُ مَزِيداً مِنَ الْفَقْرِ وَالْفَاقَةِ وَالْعَوَزِ وَالْعَجْزِ وَالْاِفْلَاسِ لِلْفُقَرَاءِ وَالْاَغْنِيَاءِ مَعاً، فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْمُجْتَمَعِ الرَّاقِي الْمُتَكَاتِفِ الْمُتَعَاضِدِ الْمُتَضَامِنِ فِي مَدِينَةِ رَسُولِ اللهِ الْمُنَوَّرَةِ بِنُورِ اللهِ وَرَسُولِهِ! وَانْظُرْ اِلَى هَذَا الْمُجْتَمَعِ الْبُورُجْوَازِيِّ الرَّاْسِمَالِيِّ الِاْقِطْاعِيِّ الِاشْتِرَاكِيِّ الشُّيُوعِيِّ الْعَلْمَانِيِّ اللِّيبْرَالِيِّ الْاِلْحَادِيِّ الْعَظِيم!! عَفْواً اَخِي: اَقْصِدُ (الْحَقِير)، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا الْمُحْتَكِرُ وَاَمْثَالُهُ مِنَ الْمُحْتَكِرينَ فِي مَنَاطِقِ الْمُوَالَاةِ وَالْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّةِ: اِذَا دَعَا اللهَ اَنْ يَنْصُرَهُ عَلَى اَعْدَاءِ سُورِيَّا اَيّاً كَانُوا مِنَ الْيَهُودِ اَوِ الصَّلِيبِيِّينَ اَوِ الْاَسَدِيِّينَ اَوِ الصَّفَوِيِّينَ اَوِ الْمَغُولِ وَالتَّتَارِ مِنَ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ اَوِ النُّصْرَةِ الْمُذَبْذَبِينَ اَوِ الرُّوسِ اَوْ غَيْرِهِمْ، فَهَلْ يَقْبَلُ اللهُ دُعَاءَهُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: كَيْفَ يَقْبَلُ اللهُ دُعَاءَ الْمُحْتَكِرِ الَّذِي هُوَ قَرِينٌ لِفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ وَجُنُودِهِمْ فِي اَشَدِّ الْعَذَابِ فِي هَاوِيَةِ الْجَحِيمِ اِنْ لَمْ يَتُبْ نَصُوحاً! نَعَمْ اَخِي: اَنَا لَا اَقُولُ هَذَا مِنْ عِنْدِي بَلْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ{اِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين( وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ[اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىءٌ[اَلْمُحْتَكِرُ مَلْعُون[مَنِ احْتَكَرَ عَلَى النَّاسِ: اَصَابَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْجُذَامِ وَالْاِفْلَاسِ(نَعَمْ اَخِي: وَالْجُذَامُ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الْاَمْرَاضِ الْمُسْتَعْصِيَةِ: الَّتِي يَصْعُبُ شِفَاؤُهَا جِدّاً: اِنْ لَمْ يَكُنْ شِفَاؤُهَا مُسْتَحِيلاً، نَعَمْ اَيُّهَا الْمُحْتَكِرُ: رُبَّمَا تَرْبَحُ بِاحْتِكَارِكَ هَذَا مِنَ الْاَمْوَالِ الْكَثِيرَةِ، وَلَكِنْ رُبَّمَا يُصِيبُكَ اللهُ تَعَالَى بِمَرَضٍ: تَخْسَرُ بِسَبَبِهِ اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً مِمَّا رَبِحْتَهُ مِنَ الِاحْتِكَارِ: بَلْ تَتَعَدَّى هَذِهِ الْخَسَارَةُ اِلَى رَاْسِمَالِكَ اَيْضاً وَاِلَى صِحَّتِكَ وَزَوْجِكَ وَاَوْلَادِكَ الَّذِينَ سَيُلَوِّعُكَ اللهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً عَاجِلاً اَوْ آَجِلاً كَمَا تُلَوِّعُ الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِينَ عَلَى اَرْزَاقِهِمْ وَلُقْمَةِ عَيْشِهِمْ، وَلَاتَدْرِي بَعْدَهَا مِنْ اَيْنَ وَكَيْفَ سَتَاْتِيكَ ضَرَبَاتُ اللهِ: وَاِذَا نَجَوْتَ فِي الْقَرِيبِ الْعَاجِلِ فَلَنْ تَنْجُوَ مِنْ سُخْرِيَةِ الْقَدَرِ الْحَكِيمِ بِكَ وَبِاَمْثَالِكَ مَهْمَا طَالَتِ الْاَيَّامُ، وَصَدِّقْنِي اَخِي الْمُحْتَكِرُ: وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: اَنَا لَااَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ بَابِ: الشَّمَاتَةِ وَالتَّشَفِّي بِكَ وَلَا بِاَمْثَالِكَ: وَلَكِنْ مِنْ بَابِ الشَّفَقَةِ عَلَيْكَ: فَاِذَا كُنْتَ لَاتُرِيدُ شَفَقَةً مِنِّي وَلَا مِنْ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَاَشْفِقْ عَلَى نَفْسِكَ قَبْلَ اَنْ يَاْتِيَكَ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ، وَلِمَاذَا نَحْنُ نَفْعَلُ هَذَا الِاحْتِكَارَ اللَّعِينَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟! لِمَاذَا نَرْضَى لِاَنْفُسِنَا اَنْ نَكُونَ مِنْ مُجْرِمِي الْحُرُوبِ حَتَّى فِي الْمَوَادِّ الطِّبِّيَّةِ وَالْغِذَائِيَّةِ وَالْكِسَائِيَّةِ وَالتَّعْلِيمِيَّةِ الْاِغَاثِيَّةِ الَّتِي مَنْ اَوْصَلَهَا اِلَى مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَيْهَا{فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً(حَتَّى وَلَوْ كَانَ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَاَوْصَلَهَا اِلَى مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ اِلَيْهَا{فَاِنَّ اللهَ لَايُضِيعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلاً( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَهَذَا الْكَلَامُ الَّذِي اَقُولُهُ مُوَجَّهٌ لِلْجَمِيعِ، وَلَا اَخُصُّ بِهِ اَحَداً دُونَ اَحَدٍ آَخَرَ ، فَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ عَنِ الِاحْتِكَارِ بِوَجْهٍ عَامٍّ، وَلِذَلِكَ لَادَاعِيَ لِاَنْ يُحْرِجَنِي اَحَدٌ مِنْكُمْ بِرَسَائِلِهِ فِي اَنِّي اَعْنِيهِ هُوَ بِذَاتِهِ، بَلْ اَعْنِي الَّذِي فِيهِ هَذِهِ الشَّوْكَةُ مِنَ الِاحْتِكَارِ الْخَاطِىءِ، وَمُهِمَّتِي تَنْحَصِرُ : بِاَنْ اُزِيلَهَا مِنْ اَعْمَاقِ قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ وَجَسَدِهِ، قَبْلَ اَنْ تَنْحَرَهُ اَشْوَاكٌ مُحْرِقَةٌ اُخْرَى مِنَ الِاحْتِكَارِ وَجُوعِ الطَّمَعِ الَّذِي لَايَشْبَعُ: اِلَّا بِمُجَرَّدِ نُزُولِهِ اِلَى حُفْرَةِ قَبْرِهِ وَاِهَالَةِ التُّرَابِ عَلَى عَيْنَيْهِ: وَمَايَنْتَظِرُهُ اَيْضاً مِنْ عَذَابٍ اَشَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَسْتَطِيعُ اَنْ يُنْقِذَ نَفْسَهُ مِنْهُ بِالتَّوْبَةِ وَالْاِصْلَاحِ لِمَا اَفْسَدَ مَااسْتَطَاعَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ لِيُشَارِكَنِي وَيُسَاعِدَنِي وَيُعَاوِنَنِي وَيُعَاضِدَنِي وَيُؤَازِرَنِي فِي تَفْعِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِدَوْرِي اَنَا اَيْضاً وَبِدَوْرِهِ مَعِي هُوَ اَيْضاً: وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{اِنْ اُرِيدُ اِلَّا الْاِصْلَاحَ مَااسْتَطَعْتُ وَمَاتَوْفِيقِي اِلَّا بِاللهِ(وَالتَّوْفِيقُ مِنَ اللهِ لَايَكُونُ اِلَّا بِالتَّوْبَةِ وَدَعْوَةِ النَّاسِ اِلَى نَصُوحِهَا، وَنَحْنُ بِدَعْوَتِنَا هَذِهِ اِلَى الْخَيْرِ لَانَفْعَلُ شَيْئاً ضِدَّ الْقَانُونِ الشَّرْعِيِّ وَلَا الْوَضْعِيِّ، نَعَمْ اَخِي:[اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىءٌ(وَالْخَاطِىءُ: هُوَ الَّذِي يَرْتَكِبُ اَكْبَرَ الْآَثَامِ، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ نَحْنُ لَايَحِقُّ لَنَا اَنْ نُحَاسِبَ اللهَ عَلَى قَبُولِهِ اَوْ رَفْضِهِ لِاسْتِجَابَةِ دُعَائِنَا: بَلْ عَلَيْنَا اَنْ نُحَاسِبَ اَنْفُسَنَا قَبْلَ اَنْ نُحَاسِبَ الله، نَعَمْ اَخِي: وَالْمُهَاجِرُونَ حِينَمَا ذَهَبُوا اِلَى الْمَدِينَةِ: مَاذَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمْ؟ اِسْتَمِعْ اَخِي فِي عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ وَاُذُنَيْكَ: وَاقْرَاْ مَعِي قِرَاءَةً صَامِتَةً وَقِرَاءَةً جَهْرِيَّةً اِنْ لَزِمَ الْاَمْرُ{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ: فَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون(نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ يُؤْثِرُونَ: مَاْخُوذَةٌ مِنَ الْاِيثَارِ، وَالْاِيثَارُ: اَنْ تُفَضِّلَ اَخَاكَ عَلَى نَفْسِكَ: وَهَذَا هُوَ الْاِيثَارُ، نَعَمْ اَخِي: اَنْتَ الْآَنَ مَثَلاً تَحْتَاجُ اِلَى اُنْبُوبَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْغَازِ تَكْفِيكَ لِقَضَاءِ حَاجَتِكَ اِلَى اَجَلٍ مُسَمَّى، فَلِمَاذَا تَحْتَفِظُ بِمَزِيدٍ مِنَ الْبِنْزِينِ وَ الْمَازُوتِ وَالْكَازِ وَالْغَازِ وَغَيْرُكَ يَحْتَاجُ اِلَيْهَا!؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ مَجْهُودٍ حَرْبِيٍّ خَائِنٍ حَقِيرٍ يَدْعَمُ الْكُرْسِيَّ الْفَاشِيَّةَ النَّازِيَّةَ الْهُولُوكِيَّةَ الْهِتْلَرِيَّةَ الْمُوسُولِينِيَّةَ الْمَاسُونِيَّةَ الْيَهُودِيَّةَ الصَّلِيبيَّةَ الصَّفَوِيَّةَ الشُّيُوعِيَّةَ الْعَلْمَانِيَّةَ اللِّيبرَالِيَّةَ الْبُورُجْوَازِيَّةَ الرَّاْسَمَالِيَّةَ وَالْاِقْطَاعِيَّةَ وَالِاشْتِرَاكِيَّة الظَّالِمَةَ: هَلْ تَقْتُلُ مِنْ اَجْلِهَا الْاَبْرِيَاءَ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْاَسْلِحَةِ الَّتِي تَعْمَلُ عَلَى هَذِهِ الْمَحْرُوقَات، اَمَا عَلِمْتَ اَخِي: اَنَّ الْكُرْسِيَّ لَايُمْكِنُ اَنْ تَكُونَ شَرْعِيَّةً بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ الْبَرِيئَةِ بِغَيْرِ وَجْهِ حَقٍّ، وَكَيْفَ تُشَرْعِنُ يَااَخِي كُرْسِيّاً قَائِمَةً عَلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ الَّتِي لَمْ تَهْدَاْ مُنْذُ بِدَايَةِ الْاَزْمَةِ!!! وَكَيْفَ تُعْطِي الشَّرْعِيَّةَ لِكُرْسِيٍّ قَالَ اللهُ عَنْهَا: اَنَّهَا بِمُجَرَّدِ قَتْلِهَا لِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مُنْذُ بِدَايَةِ الْاَزْمَةِ{كَاَنَّمَا قَتَلَتِ النَّاسَ جَمِيعاً( فَمَا بَالُكَ اَخِي بِبَقِيَّةِ النُّفُوسِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَالَّتِي قَامَتْ بِقَتْلِهَا هَذِهِ الْكُرْسِّيُّ الْجُرْثُومَةُ الظَّالِمَةُ الْخَبِيثَةُ الْمُجْرِمَةُ بِدَمٍ بَارِدٍ مُسْتَخِفٍّ وَمُسْتَهْتِرٍ بِدِمَاءِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ: نَاهِيكَ عَنِ التَّشْرِيدِ: وَالْجُوعِ اَوِ الرُّكُوعِ: وَالتَّعْذِيبِ فِي السُّجُونِ: وَانْتِهَاكِ حُقُوقِ الْاِنْسَانِ السُّورِيِّ: وَحِرْمَانِهِ مِنْ اَبْسَطِ مُقَوِّمَاتِ الْعَيْشِ وَالْكَرَامَةِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَتَبَاهَوْنَ اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً بِمَا نَكَّلُوا بِالشَّعْبِ السُّورِيِّ،هَلْ فَعَلَتْ كُرْسِيُّ الْحَبَشَةِ الصَّلِيبِيَّةِ اَيُّهَا الْحَقِيرُ بُوتِينُ مَافَعَلَتْهُ كُرْسِيُّ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ بِالْمُسْلِمِينَ السُّورِيِّين؟! هَلْ فَعَلَتْ ذَلِكَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ الطَّائِفِيِّينَ الْمَكِّيِّينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الْمُعَذَّبِينَ الْمُضْطَّهَدِينَ الْفَارِّينَ بِدِينِهِمْ اِلَى مَنْ يُخَالِفُهُمْ فِي الدِّينِ مِنَ الصَّلِيبِيِّينَ الْحَبَشِيِّينَ الَّذِينَ يَقُولُ عَنْهُمُ الْقُرْآَنُ{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا اِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ( وَمَعَ ذَلِكَ: هَلْ كَانَ مَلِكُ الْحَبَشَةِ الصَّلِيبِيُّ النَّجَاشِيُّ طَائِفِيّاً مَعَ الْمُسْلِمِينَ الْمَكِّيِّينَ الطَّائِفِيِّينَ الَّذِينَ يَطْعَنُونَ بِعَقِيدَتِهِ فِي اُلُوهِيَّةِ الْمَسِيحِ وَالْاَقَانِيمِ الثَّلَاثَةِ: كَمَا كَانَ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ طَائِفِيّاً مَعَ شَعْبِهِ الْمُسْلِمِ الَّذِي مَازَالَ اِلَى الْآَنَ يُنَادِي مُتَجَاهِلاً لِلطَّائِفِيَّةِ الْبَغِيضَةِ بِقَوْلِهِ: اَلشَّعْبُ السُّورِي وَاحِدْ اَيُّهَا الْحَقِيرُ الْاُورْثُوذُكْسِيُّ الصَّلِيبِيُّ الطَّائِفِيُّ بُوتِين، هَلْ كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ طَائِفِيّاً مَعَ النَّصَارَى الَّذِينَ اضْطَّهَدُوا بَعْضَهُمْ بَعْضاً لِمُجَرَّدِ اخْتِلَافِهِمْ فِي مَذَاهِبِهِمُ الْفِكْرِيَّةِ حَوْلَ طَبِيعَةِ الْمَسِيحِ النَّاسُوتِيَّةِ وَاللاَّهُوتِيَّةِ بِزَعْمِهِمْ، نَعَمْ اَخِي: اَهْلُ الْمَدِينَةِ مَاذَا فَعَلُوا فِي اَشْبَاهِ هَذِهِ الْحَالَاتِ مِنَ الْحَاجَةِ الْمَاسَّةِ لَدَى النَّاسِ:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ: فَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون( نَعَمْ اَخِي:[ اَلْمُحْتَكِرُ خَاطِىءٌ(وَالَّذِي يُؤْثِرُ اَخَاهُ عَلَى نَفْسِهِ: هُوَ الْمُفْلِحُ؟ لِاَنَّهُ الْمُتَّقِي لِلهِ تَعَالَى فِي اَخِيهِ: وَهُوَ الْمُسْلِمُ الْمُؤْمِنُ بِحَقٍّ: وَاللُهُ مَعَهُ وَلَنْ يَتِرَهُ اَعْمَالَهُ{اِنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِين(فَهَلْ حَقَّقْنَا ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَوّلاً فِي اَنْفُسِنَا حَتَّى اِذَا دَعَوْنَا اللهَ اسْتَجَابَ اللهُ لَنَا؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ... حَمْداً لِلهِ وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ: فَاِنَّ الْاُخُوَّةَ هِيَ الَّتِي يَجِبُ اَنْ تَرْبِطَ بَيْنَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَة، فَيَا ذَوِي الْاَرْحَامِ: هَلْ تَصَالَحْتُمْ؟ هَلِ اتَّعَظْتُمْ بِمَا يَحْدُثُ؟ هَلْ تَصَالَحَ الْاَخُ مَعَ اَخِيهِ؟ وَالْعَمُّ مَعَ ابْنِ اَخِيهِ؟ وَبِالْعَكْسِ؟ وَالْخَالُ مَعَ ابْنِ اُخْتِهِ؟ وَبِالْعَكْسِ؟ وَهَكَذَا هَلُمُّوا جَرّاً اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَلْ ذَهَبَ اَحَدُنَا اِلَى ذَوِي رَحِمِهِ وَوَصَلَهُ؟ لِيَصِلَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلّ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَلرَّحِمُ حِينَمَا خَلَقَهَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: تَمَسَّكَتْ بِعَرْشِ الرَّحْمَنِ وَقَالَتْ: هَذَا الْمُسْتَعِيذُ بِكَ يَارَبّ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ يَارَبّ: اَنَا اَسْتَعِيذُ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ يَارَبّ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي: لَنْ تَكُونِي اِلَّا رَاضِيَةً مَجْبُورَةَ الْخَاطِرِ: وَلَنْ تَخْرُجِي مِنْ عِنْدِي مَكْسُورَةَ الْخَاطِرِ اَبَداً: اَمَا تَرْضَيْنَ: اَنْ اَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ: وَاَنْ اَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ: اَنَا الرَّحْمَنُ: وَاَنْتِ الرَّحِمُ: اِشْتَقَقْتُ لَكَ اسْماً مِنْ اَسْمَائِي: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ: وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي: لَاَصِلَنَّ مَنْ وَصَلَكِ: وَلَاَقْطَعَنَّ مَنْ قَطَعَكِ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: ثُمَّ وَجَّهَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ خِطَابَهُ اِلَى بَنِي آَدَمَ مِنَ الْاِنْسِ: وَاِلَى بَنِي اِبْلِيسَ مِنَ الْجِنِّ: قَائِلاً: وَمُهَدِّداً: وَمُتَوَعِّداً: بِغَضَبٍ وَلَعْنَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا: عَلَى مَنْ لَمْ يَتُبْ مِنْ هَذِهِ الْقَطِيعَةِ مِنَ الظَّالِمِينَ مِنْهُمْ{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ: اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ: فَاَصَمَّهُمْ: وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ: اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَن(اَفَلَا تَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ السُّنَّةُ وَالشِّيعَةُ الْاِمَامِيَّةُ وَالشِّيعَةُ الْبَاطِنِيَّةُ وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَغَيْرُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الْاَرْضِ وَمَغَارِبِهَا{اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا(مَتَى سَتَفْهَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُحَرَّمَاتِ بِسَبَبِ النَّسَبِ اَوِ الْمُصَاهَرَةِ اَوِ الرَّضَاعَةِ: وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْبَقِيَّةِ الْبَاقِيَةِ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ مِنْ اَبْنَاءِ آَدَمَ وَحَوَّاءَ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ: مَتَى سَتَفْهَمُونَ اَنَّهَا تُؤَدِّي اِلَى قَطِيعَةٍ كُبْرَى مَعَ الله؟! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِين: وَاِذَا حَصَلَتِ الْقَطِيعَةُ مَعَ اللهِ: فَمَاذَا نَنْتَظِرُ؟ هَلْ نَنْتَظِرُ نَصْراً مِنَ الله؟! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نُحَاسِبَ اَنْفُسَنَا: لَا بِالْعَوِيلِ: وَلَا بِاللَّطْمِ: وَلَا بِالنِّيَاحَةِ: وَلَا بِرَفْعِ الْاَصْوَاتِ: بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يُهَذِّبُ نَفْسَهُ؟ لِتَسْتَقِيمَ عَلَى مَنْهَجِ اللهِ؟ وَلِتَسْتَقِيمَ عَلَى خُلُقِ الْاِسْلَامِ؟ وَلِتَسْتَقِيمَ عَلَى الْاَمْرِ الَّذِي اَمَرَ بِهِ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ:{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ: فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ: وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون( فَاِذَا عُدِمَ الْاِصْلَاحُ، وَمُنِعَ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْجُوداً بَيْنَ ذَوِي الْقَرَابَةِ، فَمِنْ اَيْنَ سَيَاْتِي الْفَلَاحُ وَالنَّصْرُ عِنْدَ غِيَابِ التَّقْوَى الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا فِي ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ الْمُقْدَّسَةِ؟ وَفِي الْاَرْحَامِ اَيْضاً: بِدَلِيلِ اَوَّلِ آَيَةٍ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ{وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْاَرْحَامَ(بِمَعْنَى: اِتَّقُوا قَطِيعَةَ الْاَرْحَامِ: وَصِلُوا الْاَرْحَامَ: وَصِلُوا مَنْ يَسْاَلُكُمْ بِاللهِ الْعَظِيمِ مَعْرُوفاً اَوْ اِحْسَاناً اَوْ مُسَاعَدَةً اَوْ صَدَقَةً مِنْ اَرْحَامِكُمْ وَمِنْ غَيْرِ اَرْحَامِكُمْ اَيْضاً اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ وَاللَّيَاقَةِ وَالْاَدَبِ مَعَ اللهِ: اَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَيْنَا غَيْرُ الْمُسْلِمِينَ فِي قَضِيَّةِ الْاِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ!؟ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ مَثَلاً: اَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَيْنَا جُورْجْ قِرْدَاحِي فِي هَذِهِ الْقَضِيَّة؟! هَلْ هِيَ قَضِيَّةٌ مُعَقَّدَةٌ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟! ثُمَّ مَابَالُ الْمُسْلِمِينَ وَصَلُوا اِلَى هَذِهِ الْحَالِ الْمُخْزِيَةِ مَعَ الله!؟: هَلْ عَلَشَانْ خَاطْرَكْ بَسْ يَااُسْتَاذْ جُورْجْ!!! يَرْضَى الْمُسْلِمُونَ بِالصُّلْحِ مَعَ اَقَارِبِهِمْ وَاَصْدِقَائِهِمْ؟ فَاَيْنَ خَاطِرُ الله!!! اَيْنَ خَاطِرُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله!!! اَيْنَ خَاطِرُ الْاِسْلَام!!! اَيْنَ خَاطِرُ الْقُرْآَن!!! هَلْ اَصْبَحْنَا نَسْتَجْدِي جَبْرَ الْخَوَاطِرِ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ ضَارِبِينَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَقُرْآَنِهِ وَدِينِهِ الْاِسْلَامِيِّ عُرْضَ الْحَائِط!!! فَاَيْنَ تَعَالِيمُ الله!!! اَيْنَ رَحْمَةُ الله!!! اَيْنَ الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ لِلْعَالَمِينَ جَمِيعاً نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله!!! اَلَيْسَ لَهَا اعْتِبَارٌ وَوَزْنٌ عَظِيمٌ فِي قُلُوبِنَا!!! اَمْ اَنَّ قُلُوبَنَا مَا زَالَتْ اِلَى الْآَنَ تَهْفُو اِلَى الْكَذِبِ وَالنِّفَاقِ وَالْمُرَاوَغَةِ وَحُبِّ الْمُوَالَاةِ لِمَنْ لَمْ يُصْلِحْ عَلَاقَتَهُ مَعَ اللهِ: بِزَعْمِهِ اَنَّ لَهُ وَلَداً: قَبْلَ اَنْ يَكُونَ مُصْلِحاً اجْتِمَاعِيّاً بَيْنَ النَّاسِ!!! فَهَلْ يَسْتَحِقُّ هَذَا الْاُسْتَاذْ جُورْجُ وَاَمْثَالُهُ اَنْ يَكُونُوا شَامَةً بَيْنَ النَّاسِ فِي قَضِيَّةِ الْاِصْلَاحِ بَيْنَهُمْ!!! وَمِنْ اَيْنَ سَيَاْتِي الْاِصْلَاحُ!!! بَلْ كَيْفَ سَيُبَارِكُ اللهُ فِي اِصْلَاحِ مَنْ لَمْ يُصْلِحْ عَلَاقَتَهُ مَعَ خَالِقِهِ!!! وَلَا مَعَ كَوْنِهِ الْفَسِيحِ اللَّامُتَنَاهِي غَيْرِ الْمَحْدُودِ!!! حِينَمَا قَالَ هُوَ وَ اَمْثَالُهُ:{اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدَا!!! لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً اِدَّا: تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ: وَتَنْشَقُّ الْاَرْضُ: وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدَّا: اَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدَا!!! وَمَايَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ اَنْ يَتَّخِذَ وَلَدَا: اِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ اِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدَا: لَقَدْ اَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدَّا: وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدَا: اِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا(بِاللهِ الْوَاحِدِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَبِعُبُودِيَّةِ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ وَجَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَنُبُوَّتِهِمْ وَرِسَالَتِهِمُ الصَّحِيحَةِ غَيْرِ الْمُحَرَّفَةِ وَالْمَحْفُوظَةِ جَمِيعُهَا فِي الْوَثِيقَةِ الْوَحِيدَةِ الَّتِي سَلِمَتْ مِنَ التَّحْرِيفِ وَالتَّبْدِيلِ وَالتَّزْوِيرِ وَهِيَ الْقُرْآَنُ الْكَرِيم{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّا( وَعِنْدَ ذَلِكَ يُبَارِكُ اللهُ تَعَالَى فِي اِصْلَاحِهِمْ بَيْنَ النَّاس، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{اِنَّمَا وَلِيُّكُمُ: اللهُ: وَرَسُولُهُ: وَالَّذِينَ آَمَنُوا: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ: وَهُمْ رَاكِعُون( وَمَعَ ذَلِكَ: نَحْنُ نَتَجَاهَلُ هَذِهِ الْآَيَةَ: ضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ اَيْضاً: قَوْلَهُ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اَوْلِيَاءَ: بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ: فَاِنَّهُ مِنْهُمْ: اِنَّ اللهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَاسْمُهُ: اَلْاِسْلَامُ مَنْبَعُ الْاِرْهَابِ{يُسَارِعُونَ فِيهِمْ(أَيْ يُسَارِعوُنَ اِلَى مُوَالَاتِهِمْ{يَقُولُونَ نَخْشَى اَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ(مِنْ هَؤُلَاءِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ: الَّذِينَ يُرِيدُونَ اِسْلَاماً عَلَى مَقَاسِهِمْ لَارَحْمَةَ فِيهِ(لَكِنْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هُنَا وَقْفَةٌ مُهِمَّةٌ جِدّاً: اَرْجُو اَنْ تَنْتَبِهُوا اِلَيْهَا: وَهِيَ السُّؤَالُ التَّالِي: هَلْ رَضِيَ اللهُ بِهَذِهِ الْحُجَّةِ الْمُنْكَرَةِ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَخَوْفٌ شَدِيدٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَعُرُوشِهِمْ اَنْ تَطِيرَ؟ اَمْ اَنَّ الْحَسْرَةَ وَالنَّدَامَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَنْتَظِرُهُمْ بِدَلِيلِ{فَعَسَى اللهُ اَنْ يَاْتِيَ بِالْفَتْحِ اَوْ اَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ: فَيُصْبِحُوا عَلَى مَااَسَرُّوا فِي اَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ: وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا: اَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ اَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ اَيْمَانِهِمْ اِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ: حَبِطَتْ اَعْمَالُهُمْ: فَاَصْبَحُوا خَاسِرِين( وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ مَقَالَتَهُمُ الْاَثِيمَةَ: هِيَ اَكْبَرُ جُرْماً وَعُهْراً وَفَسَاداً عِنْدَ اللهِ مِنْ اِجْرَامِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ بِقَوْلِهِمْ عَنِ الْاِسْلَامِ اَنَّهُ مَنْبَعُ الْاِرْهَابِ: يَصُدُّونَ النَّاسَ جَمِيعاً عَنْ دِينِ اللهِ: اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَام{ اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ؟ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ(وَاللَّامُ هُنَا فِي كَلِمَةِ لِيَصُدُّوا هِيَ لَامُ التَّعْلِيلِ وَلَيْسَتْ لَامَ الْعَاقِبَةِ؟ لِاَنَّ الْعَاقِبَةَ لَيْسَتْ لَهُمْ: وَاِنَّمَا هِيَ لِلْمُتَّقِينَ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ بِدَلِيل{فَسَيُنْفِقُونَهَا: ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً: ثُمَّ يُغْلَبُون: وَالَّذِينَ كَفَرُوا: اِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون(فَهَلْ اَدْرَكْتُمُ الْآَنَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ خُطُورَةَ هَذَا اللِّسَانِ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: بِدَلِيلِ الْخَطَرِ الْعَظِيمِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[يَتَكَلَّمُ اَحَدُكُمْ بِالْكَلِمَةِ لَايُلْقِي لَهَا بَالاً: تَهْوِي بِهِ سَبْعِينَ خَرِيفاً فِي نَارِ جَهَنَّمَ مِنْ سَخَطِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْهِ(اِلَّا اِذَا تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً: وَقَالَ قَوْلاً صَالِحاً فِي الْاِسْلَامِ يُرْضِي اللهَ، وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اَنَّ الْاِسْلَامَ هُوَ مَنْبَعُ الْاِرْهَابِ فِعْلاً: وَلَكِنْ عَلَى مَنْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِنَّ الْاِسْلَامَ مَنْبَعُ الْاِرْهَابِ عَلَى اَعْدَاءِ اللهِ: وَلَكِنَّ هَذَا الْمَنْبَعَ الْاِرْهَابِيَّ: خَاضِعٌ لِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ: الَّذِينَ اَمَرَ اللهُ بِاِطْعَامِهِمْ: وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ: وَالْوَفَاءِ بِعُهُودِهِمْ: وَعَدَمِ خِيَانَتِهِمْ: اِذَا لَمْ يَرْفَعُوا عَلَى الْاِسْلَامِ سِلَاحاً: وَفِي حَالَةِ اَسْرِهِمْ اَيْضاً، نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى وَلَوْ رَفَعُوا عَلَى الْاِسْلَامِ سِلَاحاً: فَلَايَخْلُو دِينُ الْاِسْلَامِ مِنَ الرَّحْمَةِ بِهِمْ اَبَداً، نَعَمْ اَخِي: وَحَتَّى وَلَوْ قَتَلَهُمُ الْاِسْلَامُ مُضْطّرّاً: فَاِنَّ قَتْلَهُ الِاضْطِّرَارِيَّ لَهُمْ: يَكُونُ رَحِيماً: بَلْ بِمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ: وَالشَّفَقَةِ: وَالْاِحْسَانِ: وَالِاحْتِرَامِ: وَالْكَرَامَةِ: اِلَّا اِذَا حَصَلَ خَطَاٌ مَقْصُودٌ اَوْ غَيْرُ مَقْصُودٍ فِي طَرِيقَةِ قَتْلِهِمْ: فَهَذَا يَكُونُ عَنْ جَهْلٍ بِاَحْكَامِ الدِّينِ: مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اَسْلَمُوا مُتَاَخِّرِينَ: وَفَاتَهُمْ شَيْءٌ عَظِيمٌ مِنَ التَّفَقُّهِ فِي الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا: قَبْلَ قَتْلِ هَؤُلَاءِ: وَعِنْدَ قَتْلِهِمْ: وَبَعْدَ قَتْلِهِمْ اَيْضاً، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَهَذَا الْخَطَاُ الشَّنِيعُ وَارِدٌ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ: وَوَارِدٌ اَيْضاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ اَنْفُسِهِمْ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاكَانَ لِمُؤْمِنٍ اَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً اِلَّا خَطَئاً(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَمِنَ الْوَارِدِ اَيْضاً: اَنْ يُجْرِيَ اَمْهَرُ الْاَطِبَّاءِ عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً لِمَرِيضٍ مَا يَمُوتُ عَلَى اَثَرِهَا: بِسَبَبِ خَطَاٍ فَنِّيٍّ فِي اسْتِعْمَالِ آَلَاتِ الْجَرَاحَةِ اَوِ التَّخْدِيرِ، وَلِذَلِكَ لَامَعْنَى لِنَهِيقِ الْحَمِيرِ الطَّاعِنِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ فِي هَذَا الْمَجَالِ بِغَيْرِ وَجْهِ حَقٍّ: فَكَمَا اَنَّ الْاِسْلَامَ اَقَرَّ بِوُجُودِ الْاَخْطَاءِ بَيْنَ الْمُحَارِبِينَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَتَبَيَّنُوا: وَلَاتَقُولُوا لِمَنْ اَلْقَى اِلَيْكُمُ السَّلَامَ: لَسْتَ مُؤْمِناً: تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(فَكَذَلِكَ اَقَرَّ الْاِسْلَامُ بِوُجُودِ الْاَخْطَاءِ الْفَادِحَةِ اَيْضاً بَيْنَ الْمُحَارِبِينَ الْمُسْلِمِينَ اَنْفُسِهِمْ: فَرُبَّمَا يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عَنْ طَرِيقِ الْخَطَئِا: كَمَا حَصَلَ ذَلِكَ فِي غَزْوَةِ اُحُدٍ: بَلْ اِنَّ الْاِسْلَامَ اَقَرَّ اَيْضاً: اَنَّ الْمُسْلِمِينَ فِئَتَانِ: فِئَةٌ بَاغِيَةٌ مُعْتَدِيَةٌ: وَفِئَةٌ مُعْتَدَى عَلَيْهَا: وَاَنَّ كِلَيِ الْفِئَتَيْنِ: رُبَّمَا يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عَامِداً مُتَعَمِّداً قَتْلاً شَنِيعاً: وَرُبَّمَا يُخْطِىءُ بَعْضُهُمْ فِي قَتْلِ بَعْضٍ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَقُلْ عَنْهُمْ سُبْحَانَهُ وَلَا عَنْ دِينِهِمْ وَلَا عَنْ نَبِيِّهِمْ اَنَّهُمْ مَنْبَعُ الْاِرْهَابِ وَاِنَّمَا اَمَرَ سُبْحَانَهُ بِالْاِصْلَاحِ بَيْنَهُم قَائِلاً{ وَاِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا{فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَاَقْسِطُوا( نعم ايها الاخوة: فَلَوْ كَانُوا مَنْبَعاً لِهَذَا الْاِرْهَابِ الْمَزْعُومِ حَقّاً اَوْ فِعْلاً اَوْ قَوْلاً اَوْ عَمَلاً اَوْ حَقِيقَةً: لَمَا كَانُوا اَهْلاً لِهَذَا الْاِصْلَاحِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ بَيْنَهُمْ اَوْ بَيْنَهُمَا، نَعَمْ اَخِي: وَلَوْ كَانَ الْاِرْهَابُ شَيْئاً مُتَاَصِّلاً فِيهِمْ وَرَاسِخاً وَدَاخِلاً فِي اَعْمَاقِ قُلُوبِهِمْ وَنَابِعاً مِنْهَا اَيْضاً: لَمَا كَانُوا اَهْلاً لِهَذَا الْاِصْلَاحِ اَبَداً: وَاِنَّمَا الْاِرْهَابُ شَيْءٌ عَرَضِيٌّ يَعْرِضُ لَهُمْ ثُمَّ يُذْهِبُهُ اللهُ بِهَذَا الْاِصْلَاحِ، نَعَمْ اَخِي: وَاِنَّ أَيَّ مُجْتَمَعٍ اِنْسَانِيٍّ يُعَانِي مِنَ الْاِرْهَابِ الْمَشْؤُومِ غَيْرِ الْمَشْرُوعِ*(وَلَااَقُولُ الْاِرْهَابَ الْمَشْرُوعَ عَلَى اَعْدَاءِ اللهِ الْمُحَارِبِينَ فِي اَرْضِ الْمَعْرَكَةِ اِذَا حَمِيَ الْوَطِيسُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّنَا اِذَا حَرَّمْنَا الْاِرْهَابَ الْمَشْرُوعَ بِكَافَّةِ اَشْكَالِهِ: فَاِنَّنَا نَظْلِمُ الْاَبْرِيَاءَ وَنَحْرِمُهُمْ مِنَ الرَّهْبَةِ لِدِمَائِهِمْ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَابَ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ ظَالِمٍ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الْمُبَرِّرَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَبِيثَةِ اللَّعِينَةِ الظَّالِمَةِ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ الْمَاسُونِيَّةِ الظَّالِمَةِ مِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ الْيَهُودِ الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ وَالتَّتَارِ وَالْمَغُولِ الصَّفَوِيِّينَ الدَّوَاعِشِ بِشَكْلٍ حَقِيرٍ لَايُبْقِي وَلَايَذَرُ بَرِيئاً: وَبِالتَّالِي فَاِنَّ الظُّلْمَ سَيَسُودُ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ بِاَكْمَلِهِ عَلَى هَؤُلَاِءِ الْاَبْرِيَاءِ: وَلِذَلِكَ فَاِنَّهَا اَمَانَةٌ كَبِيرَةٌ فِي اَعْنَاقِنَا: وَهِيَ اَلَّا نُحَرِّمَ الْاِرْهَابَ الْعَادِلَ وَلاَ نُجَرِّمَهُ اَبَداً لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايُفْلِتَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ التَّعَسُّفِيُّونَ دَائِماً مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ: وَسَيَسْاَلُنَا اللهُ عَنْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَة)* ولذلك فَاِنَّ المجتمع الانساني الذي يعاني من الارهاب فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَلَايَقُومُ بِالْاِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَلَوْ كَلَّفَهُ هَذَا الْاِصْلَاحُ اَنْ يَدْفَعَ مَلَايِينَ الدُّولَارَاتِ: فَلَايَلُومَنَّ الْاِسْلَامَ: وَلَا يَلُومَنَّ اِلَّا نَفْسَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ بِالتَّجْرِبَةِ وَالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ: ثَبَتَ اَنَّ عَمَلِيَّةَ الْاِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ: لَهَا تَدَاعِيَاتٌ حَمِيدَةٌ جِدّاً: وَعَوَاقِبُ حَسَنَةٌ خَيِّرَةٌ اَكْثَرُ مِنْ رَائِعَةٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً: وَلَوْ كَانَتْ عَلَى مُسْتَوَى بَلْدَةٍ اَوْ قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ؟ بِسَبَبِ الْبَرَكَةِ الْاِصْلَاحِيَّةِ الَّتِي يَنْطَلِقُ اللهُ بِهَا اِلَى النَّاسِ جَمِيعاً وَمُدُنِهِمْ وَقُرَاهُمْ مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي اَفْلَحُوا فِي الْاِصْلَاحِ بَيْنَ اَهْلِهَا، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ لَوْ كَانَتِ الْفَاحِشَةُ مُتَاَصِّلَةً فِي اَهْلِ الْفَوَاحِشِ وَلَمْ تَكُنْ عَرَضِيَّةً: لَمَا اَذْهَبَهَا اللهُ بِالذِّكْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ اَبَداً: وَلَمَا كَانُوا مِنْ اَصْحَابِ الْمَغْفِرَةِ وَالْجَنَّاتِ الَّتِي تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ: اِلَّا بَعْدَ عَذَابٍ طَوِيلٍ لَايَعْلَمُ مَدَاهُ اِلَّا اللهُ اِذَا مَاتُوا عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ: وَعَذَابٍ اَبَدِيٍّ لَايَتَوَقَّفُ اِذَا مَاتُوا عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ، نَعَمْ اَخِي: وَلِهَذَا فَاِنَّ اَهْلَ الْفَوَاحِشِ وَالْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ نَوْعَانِ: نَوْعٌ:{اِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً اَوْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ: فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ{اُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون( وَنَوْعٌ آَخَرُ{اِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً اَوْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ{ نَسُوا اللهَ: فَاَنْسَاهُمْ اَنْفُسَهُمْ: اُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون(فَمَا هُوَ وَجْهُ الْغَرَابَةِ الَّذِي لَدَى الْحَمِيرِ النَّاهِقِينَ الطَّاعِنِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ؟! هَلْ يُرِيدُونَ اَنْ يَلْعَبُوا دَوْرَ حَمَامَةِ السَّلَامِ الْمَلَائِكِيَّةِ الَّتِي قَالَتْ لِرَبِّها قَدِيماً وَقَبْلَ اَنْ يَخْلُقَ اللهُ اَبَاهُمْ آَدَمَ{ اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ: اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون: ( نَعَمْ اَيُّهًا الْمَلَائِكَةُ: اَنَا رَبُّكُمُ الْاَعْلَى: وَاَنْتُمْ تُسَبِّحُونَ بِحَمْدِي وَتُقَدِّسُونَ لِي مُكْرَهِينَ مَجْبُورِينَ: وَالْحِجَارَةُ اَيْضاً تُسَبِّحُ بِحَمْدِي وَتُقَدِّسُ لِي مُكْرَهَةً مَجْبُورَةً: وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ مَصِيرَهَا اِلَى الْجَحِيمِ{نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة( وَالْحَيَوَانُ كَذَلِكَ يُسَبِّحُ بِحَمْدِي مُكْرَهاً مَجْبُوراً: وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ مَصِيرَهُ اِلَى التُّرَابِ يَعُودُ: بَعْدَ اَنْ اَقْتَصَّ لِلشَّاةِ الضَّعِيفَةِ الْجَمَّاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَوِيَّةِ الْقَرْنَاءِ، وَلَنْ يَسْلَمَ مِنَ الْعَذَابِ وَالتُّرَابِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَجْبُورِينَ اِلَّا اَنْتُمْ يَامَلَائِكَةَ رَحْمَتِي: بَلْ سَاَجْعَلُكُمْ يَامَلَائِكَةَ عَذَابِي: تَتَشَبَّعُونَ بِرَائِحَةِ الْعَذَابِ دُونَ اَنْ تَشْعُرُوا بِهَا: وَسَاَنْزِعُ مِنْ قُلُوبِكُمُ الرَّحْمَةَ وَالشَّفَقَةَ عَلَى الْكَافِرِينَ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَقُومُوا بِتَعْذِيبِهِمْ، نَعَمْ يَامَلَائِكَتِي: وَاَمَّا ابْنُ آَدَمَ الْاِنْسَانَ: وَاَمَّا ابْنُ اِبْلِيسَ الْجَانَّ: فَاِنَّهُ اِذَا سَبَّحَ بِحَمْدِي وَقَدَّسَ لِي: فَاِنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ مُخْتَاراً غَيْرَ مُكْرَهٍ وَلَا مَجْبُورٍ؟ وَلِذَلِكَ هُوَ اَعَزُّ عَلَيَّ وَاَكْرَمُ مِنْكُمْ: وَكَذَلِكَ اِذَا عَصَانِي وَاَغْضَبَنِي وَسَفَكَ دِمَاءَ خَلْقِي وَاَفْسَدَ فِي اَرْضِي: فَاِنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ مُخْتَاراً غَيْرَ مُكْرَهٍ وَلَامَجْبُورٍ: وَلِذَلِكَ{حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِين( نَعَمْ اَخِي: فَجَعَلَ اللهُ آَدَمَ بِمَا اَعْطَاهُ مِنَ الْعِلْمِ اللَّدُنِيِّ مِنْ لَدُنْهُ سُبْحَانَهُ حُجَّةً عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَعَلَى الْحَمِيرِ النَّاهِقِينَ الطَّاعِنِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ اَيْضاً فِي قَضِيَّةِ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَالْفَسَادِ فِي الْاَرْضِ بِقَوْلِهِ لِآَدَمَ{اَنْبِئْهُمْ بِاَسْمَائِهِمْ: فَلَمَّا اَنْبَاَهُمْ بِاَسْمَائِهِمْ قَالَ: اَلَمْ اَقُلْ لَكُمْ اِنِّي اَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ: وَاَعْلَمُ مَاتُبْدُونَ وَمَاكُنْتُمْ تَكْتُمُون( فَهَلْ هَؤُلَاءِ اَرْحَمُ مِنَ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ! هَلْ هُمْ خَلَقُوا هَذَا الْخَلْقَ! هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّهُمْ يَغَارُونَ عَلَى هَذَا الْخَلْقِ اَشَدَّ مِنْ غَيْرَةِ الَّذِي خَلَقَهُ سُبْحَانَهُ! نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنِّي دَاعِيَةٌ فَاَمِّنُوا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَالدُّعَاءُ لَابُدَّ اَنْ يَكُونَ مُقْتَرِناً بِالْخُشُوعِ، نَعَمْ اَخِي: وَالْخُشُوعُ لَايَكُونُ بِرَفْعِ الْاَصْوَاتِ؟ لِاَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: نَزَلَ هُوَ وَاَصْحَابُهُ فِي وَادِي: فَاَخَذُوا يَرْفَعُونَ اَصْوَاتَهُمْ فِي الدُّعَاءِ: فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اِنَّكُمْ لَاتَدْعُونَ اَصَمَّ اَبْكَمَ: وَاِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعاً بَصِيراً، نَعَمْ اَخِي: وَالْقُرْآَنُ يَقُولُ اَيْضاً{وَلَاتَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ، وَلَاتُخَافِتْ بِهَا( نَعَمْ اَخِي: وَمِنْ مَعَانِي الصَّلَاةِ الدُّعَاء: وَلِذَلِكَ الدُّعَاءُ الْخَاشِعُ لَايَكُونُ بِرَفْعِ الْاَصْوَاتِ: وَاِنَّمَا يَاْخُذُ حَدّاً وَسَطاً بَيْنَ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ: اِلَّا اِذَا تَطَلَّبَ الدُّعَاءُ فِي بَعْضِ الْمَوَاقِفِ: اَنْ نَجْاَرَ اِلَى اللهِ بِهِ: فَهُنَا يَجُوزُ رَفْعُ الْاَصْوَاتِ شَيْئاً يُنَاسِبُ الْمَوْقِفَ الَّذِي نَدْعُو فِيهِ جَلَالَ اللهِ:عَلَى اَلَّا نَاْخُذَ ذَلِكَ عَادَةً فِي جَمِيعِ الْمَوَاقِف، اَللَّهُمَّ يَارَبّ: هَذَا حَالُنَا لَايَخْفَى عَلَيْك، اَللَّهُمَّ هَذِهِ قُلُوبُنَا بَيْنَ يَدَيْكَ، اَللَّهُمَّ اَصْلِحْهَا بِصَلَاحِكَ، اَللَّهُمَّ ثَبِّتِ الْاِيمَانَ فِيهَا، اَللَّهُمَّ اهْدِنَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم، اَللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا دِمَاءَنَا وَاَعْرَاضَنَا وَاَمْوَالَنَا وَاَوْطَانَنَا وَاُمَّتَنَا، اَللَّهُمَّ نَحْنُ اَخْطَاْنَا: وَلَكِنَّكَ اَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيم: اَلْهِمْنَا الصَّوَابَ وَالرَّشَادَ وَالْخُشُوعَ وَالْخَوْفَ مِنْكَ يَااَلله: اِقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَايَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ يَارَبَّ الْعَالَمِين، اَللَّهُمَّ كُلُّ مَنْ اَرَادَ بِهَذَا الدِّينِ وَهَذِهِ الْبِلَادِ وَهَذِهِ الْاُمَّةِ خَيْراً: فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ، وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً: فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ يَارَبَّ الْعَالَمِين: يَااَكْرَمَ الْاَكْرَمِين: نَحْنُ عِبَادُكَ يَااَلله: نَحْنُ مُضْطَّرُّونَ اِلَيْكَ يَااَلله: نَدْعُوكَ دَعْوَةَ الْمُضْطَّرِّ يَااَلله: وَاَنْتَ تَقُولُ{ اَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَّرَّ اِذَا دَعَاهُ: وَيَكْشِفُ السُّوءَ: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْاَرْضِ(فَيَارَبّ نَحْنُ مُضْطَّرُّونَ: فَاَجِبْ دُعَاءَنَا يَارَبّ: هَذَا حَالُنَا بَيْنَ يَدَيْكَ: وَلَايَخْفَى مِنْهُ شَيْءٌ عَلَيْكَ: اَللَّهُمَّ اَنْتَ وَلِيُّنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ: نَدْعُوكَ بِدُعَاءِ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِ السَّلَام{رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ: وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَاْوِيلِ الْاَحَادِيثِ: فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ: اَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ: تَوَفَّنِي مُسْلِماً: وَاَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين(وَنَدْعُو بِدُعَاءِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ: وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً: وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: وَلَاتَزِدِ الظَّالِمِينَ اِلَّا تَبَارَا(اَللَّهُمَّ ارْحَمْ اَمْوَاتَنَا، وَاشْفِ مَرْضَانَا، اَللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُؤْمِنِينَ: وَارْحَمْ كُلَّ مَنْ هُوَ يَسْتَقِيمُ: وَاَمَّا الشَّقِيُّ فَاهْدِهِ اِلَى مَاتُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ: اَوْ خُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ اِذَا كَانَ لَايَقْبَلُ الْهِدَايَةَ؟ حَتَّى لَاتَتَرَاكَمَ ذُنُوبٌ هَائِلَةٌ عَلَيْهِ: وَاخْتِمْ لَنَا وَلَهُ وَلِلْمُسْتَقِيمِينَ بِحُسْنِ الْخَاتِمَةِ عَلَى التَّوْحِيدِ الصَّحِيحِ: آَمِينَ يَارَبَّ الْعَالَمِين، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَتَبِعَ خَالِقَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ مِنَ الشِّيعَةِ وَالسُّنَّةِ الْمُسْتَقِيمِينَ الْمُهْتَدِين: عِبَادَ الله{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ: اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ: وَتُقَطِّعُوا اَرْحَامَكُمْ: اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ: فَاَصَمَّهُمْ: وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ: اَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ: اَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُهَا(اَتْحِفْ نَفْسَكَ اَخِي بِهَذِهِ التُّحَفِ الثَّمِينَةِ وَالثَّرْوَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَاتَفُوقُهَا ثَرْوَةٌ اُخْرَى فِي مَحَاسِنِ الْاَخْلَاقِ اِلَّا ثَرْوَةُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ(وَهُوَ التُّحْفَةُ الْاُولَى{ وَالْاِحْسَانِ: وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى: وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ: وَالْمُنْكَرِ: وَالْبَغْيِ: يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون( قُومُوا اِلَى الصَّلَاةِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَصَلُّوا صَلَاةَ مُوَدِّعٍ: فَاِنَّنَا لَانَدْرِي: لَعَلَّهَا تَكُونُ آَخِرَ مُشَارَكَةٍ اَوْ صَلَاةِ جُمُعَةٍ نُصَلِّيهَا قَبْلَ اَنْ يَقْبِضَ اللهُ اَرْوَاحَنَا وَيَتَوَفَّانَا مُسْلِمِين: وَرُبَّمَا لَانَعِيشُ اِلَى جُمُعَةٍ قَادِمَة: وَهَذِهِ الصَّلَاةُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: هِيَ مِنْ اَقْوَى الصَّلَوَاتِ الَّتِي تَحْتَوِي عَلَى الْخُشُوعِ؟ لِمَا يَسْبِقُهَا مِنْ دُرُوسِ الْعِلْمِ الْخَاشِعَةِ النَّافِعَةِ فِي خُطْبَتَيِ الْجُمُعَة: اَللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَايَنْفَعُنَا: وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا: وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الْاَعْمَالِ مِنَّا: وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ اَعْمَالَنَا: وَبَلِّغْنَا بِمَا يُرْضِيكَ آَجَالَنَا: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيم: وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله آلاء: وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين.